الجمعة، ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥

. بسم الله الرحمن الرحيم { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } لايعلمون ما ألهم الله بعض عباده. كتاب في سلسلة كتب بني اسرائيل على ضفاف اليم 3 نوف وأيات للسائلين بني اسرائيل من منف لمانوف من عصريوسف وأخوته لموسى وهارون وقارون وحتى اليوم تأليف عبد العظيم المسلم 1432|2011 النهاية في البداية فضل منطقة نوف على العالم نوف وما حولها مابين منف ومانوف المنطقة المقدسة الرابعة عند أهل الدين السماوي والتي ظلت مجهولة لأكثر من ثلاثة آلاف سنة وأميط عنها اللثام بأمر الله على يد شخصي الضعيف و كانت بيوت بني اسرائيل بمصر فيها أول قبلة تتخذ للمؤمنين و لم تعبد فيها الأصنام منذ غرق فرعون وحتى تقوم الساعة بإذن الله وطمس فيها على أموال فرعون ومدينته برعمسيس التي كانت الأنهار تجري من تحتها وبالبحث في المنطقة ومسمياتها وأحواضها الزراعية يمكننا الاستدلال على بقية محلات الأسباط وبنيهم بالمنطقة من منف لنوف لمانوف ثم انتشرت المسميات مع الزمن بربوع مصر ونقلت معهم للشام فتجد بلبنان أشمون وبفلسطين البرانية و..........مالا يحصى من التكرر للأصول التي بنوف والمحتفظة بالتراث والعادات والتقاليد وزراعة الأشجار العتيقة من السنط والسدر والجميز والمقامات التي في معظمها للأسباط وأبنائهم وفي اسماء المدن والقرى والأحواض الزراعية ولازالت العادات والاحتفالات بعيد الفصح بشنويه وماحولها بمنطقة نوف ومن سليمان الحكيم ببوهه للوليد الخالد بشنويه يحتفل بعيد الفصح يوم شم النسيم بنفس العادات ويتندرون بأن جدود بعض من اليهود في الكوادي وبوهه وشنويه وتسمع منهم أنهم يهود البر الشرقي حتى اليوم حينما يفجروا في الخصومة وتظل ذكرى الموالد لم يغيرها الزمن كما احتفلوا بموالد ألهة المصريين وميلاد موسى وذكرى قتل الأطفال و....عادات موروثة بالمكان لم يقضي عليها اعتناق المصريين للمسيحية بعد اليهودية ومن بعدهما الإسلام وكسرت الأصنام ولم تعبد بنوف وظلت المنطقة مركز الايمان بمصر ومنبع الثروات والاحتفاظ بأقدس المقدسات فبها كانت بيوت بني اسرائيل قبلة وكلم الله فيها نبيه موسى وبها ولد وأخيه هارون ومن قبل عاش عليها يعقوب والأسباط ولمدة ثلثمائة عام كانت مثوى جثمان نبي الله يوسف ولاضير أن قدمت فرعون فلقد شرفت أيضا بموسى فهي المنطقة المقدسة الرابعة في الأرض كأول قبلة بعدها كان القدس ثم مكة والمدينة وبالصبر بإذن الله نتوصل لمحلات ليست ببعيدة سكنها والأسباط وبنيهم ولازالت تحتفظ بأسمائهم بحثنها ويبقى منهمن لم نحقق بعد أين كانت محلات رأوبين ويساكروزبلون وبنيامين وأشير وطريق اليم إلى بر عمسيس بإذن الله موصول عبدالعظيم المسلم فجر الأربعاء 22سبتمبر2011 مقدمة الأسباط أين عاشوا تحديدا في مصر ؟ أين ولد أنبياء الله منهم فيها كموسى وهارون؟ ومن من الأسباط مات بمصر وأين دفن بها؟ وهل نقل يوسف الصديق عظام اخوته من مصر ودفنها بفلسطين كما فعل بأبيه أم دفنوا وأبنائهم في مصر بمحلات لهم فيها عرفت بعضها بأسمائهم ؟ ومن منهم اصطحب موسى عظامه في رحلة الخروج ؟ واين كان مكان دفن نبي الله موسى يوسف بمصر؟ وهل تركت الأماكن التي دارت عليها هذه الأحداث دون أن يعلم عليها المصريين بعلامات خالدة على الزمن ولو باستمرار زراعة الأشجار العتيقة كالجميز والسدر والسنط ؟ وماعلاقة الصوفية المغاربة بهذ الأماكن ولماذا تخذواها مكان اقامة في حياتهم وجعل لهم بها مقاماتهم بعد موتهم؟ وهل في لغة المصريين وعاداتهم وتقاليدهم واحتفالاتهم ومقابرهم ومقامات الموتى التي اتخذت في أخر أشكالها مقامات صوفية وما تحمل من أشارات ودلالات ؟ وهل لازال في مسميات قراهم ومدنهم وأحواضهم الزراعية مايجيب على مثل هذه التساؤلات إضافة لإعادة النظر في فهم ما أجمل ولم يفسر في الكتب المقدسة في ضوء ماتوصلنا إليه بفضل الله وما فتح علينا من تقنيات برمجية ووسائل اتصالات لم تتاح لسالغ علمائنا ومفسرين الأفاضل ؟ وهل ستساعدنا البرمجيات والأقمار الصناعية والشبكة الدولية مع التمكن من البحث العلمي ودراسة التاريخ في الإجابة على هذه التساؤولات لقد أمكننا بفضل الله للتوصل إلى سبق وكشف تاريخي يهم كل معتنقي الدين السماوي برسالاته الثلاث بلا استثناء بالعلم والوعي بالتاريخ والواقع وكتابات السلف توصلنا بفضل الله إلى تعيين الاماكن الحقيقية التي دارت عليها الأحداث العظيمة في نظرية متكاملة عنوانها بني اسرائيل في مصر على ضفاف اليم من الفيوم جنوبا وحتى البحر الفرعوني شمالا من بير شمس لزوية رزين ورسم خريطة صحيحة لمسار اليم زمن الخروج من اتصاله بالبحر الأحمر شرقا للنيل غربا عند مجمع البحرين وتعيين أماكن لقاء موسى وفتاه بالعبد الصالح عندالخضرة وقرية الغلام جيسور وهي جروان وحيث بناء جدار اليتيمين بقرية مسجدالخضر وكلها تقع اليوم بمركز الباجور وببحث ماسبق توصل الباحث عبدالعظيم المسلم لتعيين محل دفن يوسف الصديق بنيل مصر محل دفن ابنه افرايم ومحل دفن أخيه لاوى وشمعون ودان ومحل دفن عمران بن قاهت والد موسى وهارون ومكان البيت الذي ولد فيه موسى والبيت الذي أقام فيه هارون والأرض التي كانت تخص نبي الله موسى والساحل الذي رسى عليه التابوت ومحل ميلاد فرعون موسى ومكان مدينة برعمسيس ومخازنها ومخازن فيثوم ومحل دفن أسيا أمراة فرعون والماشطة ومحلات إقامة بني اسرائيل بمصر في النبوة عن ابن عباس قال : كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة : نوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وإبراهيم ، وإسحاق ، وإسماعيل ، ويعقوب ، وشعيب ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن نبي له اسمان إلا عيسى ، ويعقوب ، فيعقوب إسرائيل وعيسى المسيح . أخرج ابن سعد والزبير بن بكار في الموفقيات وابن عساكر عن الكلبي قال : أوّل نبي بعثه الله في الأرض ادريس ، وهو اخنوخ بن يرد ، وهو يارد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ، ثم انقطعت الرسل حتى بعث نوح بن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ بن يارد ، وقد كان سام بن نوح نبياً ، ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله إبراهيم نبياً ، وهو إبراهيم بن تارح وتارح هو آزر بن ناحور بن شاروخ بن ارغو بن فالغ ، وفالغ هو فالخ وهو الذي قسم الأرض ابن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ، ثم إسماعيل بن إبراهيم فمات بمكة ودفن بها ، ثم إسحاق بن إبراهيم مات بالشام ، ولوط بن هاران بن تاريح وإبراهيم عمه هو ابن أخي إبراهيم ، ثم إسرائيل ، وهو يعقوب بن إسحاق ، ثم يوسف بن يعقوب ، ثم شعيب بن بوبب ابن عنقاء بن مدين بن إبراهيم ، ثم هود بن عبد الله بن الخلود بن عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح ، ثم صالح بن آسف بن كماشج بن اروم بن ثمود بن جابر بن ارم بن سام بن نوح ، ثم موسى وهارون ابنا عمران بن فاهت ابن لاوي بن يعقوب ، ثم أيوب بن رازخ بن أمور بن ليغزر بن العيص ، ثم داود بن ايشا بن عويد بن ناخر بن سلمون بن بخشون بن عنادب بن رام ابن خصرون بن يهود بن يعقوب ، ثم سليمان بن داود ، ثم يونس بن متى من سبط بنيامين بن يعقوب ، ثم اليسع من سبط روبيل بن يعقوب ، والياس بن بشير بن العاذر بن هارون بن عمران ، وذا الكفل اسمه عويدياً من سبط يهود بن يعقوب ، وبين موسى بن عمران وبين مريم بنت عمران أم عيسى ألف سنة وسبعمائة سنة ، وليسا من سبط ، ثم محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل نبي ذكر في القرآن من ولد إبراهيم غير إدريس ، ونوح ، ولوط ، وهود ، وصالح ، ولم يكن من العرب أنبياء إلا خمسة : هود ، وصالح ، وإسماعيل ، وشعيب ، ومحمد ، وإنما سموا عرباً لأنه لم يتكلم أحد من الأنبياء بالعربية غيرهم ، فلذلك سموا عرباً . 1-في يوسف وأخوته النبوة والملك في آل لاوي وآل يهوذا؟ الأسباط هم أخوة نبي الله يوسف أبناء نبي الله يغقوب بن اسحاق ابن ابراهيم عليهم الصلاة والسلام جاؤوا إلى مصر في عصر الهكسوس زمن المجاعة التي حلت بالعالم في العصور القديمة والتي نجت منها مصر بحكمة نبي الله يوسف واستقدمهم يوسف عليه السلام ومعهم أبيهم وذويهم بعد استئذان ملك مصر وقبل عددهم سبعين نفسا واسكنهم الصديق بمصربأرض جاسان وهي عندي جيزان (جيزة ) وانتشروا وتكاثروا على ضفاف نهر النيل حتى صاروا بمصر شعبا يعرف ببني اسرائيل أوالعبيرو أو العبرانيين عاش الأسباط في مصر مدة تربوا على أربعة قرون من الزمان من ق17 وحتى ق13 قبل الميلاد حتى خروج أحفادهم من مصر للتيه بقيادة نبي الله موسى عليه السلام وأخيه هارون ودخول ابنائهم مع يوشع بن نون للأرض المقدسة بفلسطين وما جاء في شأنهم في الكتب المقدسة وما سطر من مداد الكتاب كاف في الإخبار عنهم غير أن الإجابة على سؤال أين عاشوا في مصر يظل محل خلاف فلم تعين الأماكن التي عاشوا عليها بمصر بدقة واختلف في هذا الأمر ولم تدل الشواهد الأثرية حتى الآن على مايثبت بدليل مادي مصري قديم أنهم عاشوا فيها على الرغم من كثرة الأثار المصرية وتنوعها في طول البلاد وعرضها وأدلى اليهود بدلوهم فضلوا وأضلوا عن تعيين الأماكن الحقيقية للبعد الزمني وتشتت في البلاد وتحريفهم الكلام عن مواضعه وأخطاء الترجمات و.......وأدل النصارى بدلوهم فلم يكونوا بأحسن حال وأخطأ الفريقان في رسم طريق خروج بني اسرائيل من مصر ولما كنا نحن المسلمين أولى بالأسباط والأنبياء وسيرتهم وتاريخهم من اليهود والنصار ى وبالرجوع لكتب المفسرين المسلمين الثقات ذكر صاحب «الكشاف» أسماء إخوة يوسف : يهوذا ، روبيل ، شمعون لاوي ، زبالون ، يشجر ، ، دان ، نفتالي ، جاد ، آشر . ثم قال : الستة الأولون من ليا بنت خالة يعقوب والأربعة الآخرون من سريتين زلفة وبلهة ، فلما توفيت ليا تزوج يعقوب أختها راحيل فولدت له بنيامين ويوسف . فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) أي رئيسهم وهو شمعون قاله مجاهد ، أو كبيرهم في السن وهو روبيل قاله قتادة ، أو كبيرهم في العقل وهو يهوذا قاله وهب . والكلبي ، وعن محمد بن إسحق أنه لاوى { أَلَمْ تَعْلَمُواْ } كأنهم أجمعوا عند التناجي على الانقلاب جملة ولم يرض به فقال منكراً عليهم : { أَلَمْ تَعْلَمُواْ } .{ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقًا مّنَ الله } عهداً يوثق به وهو حلفهم بالله تعالى وكونه منه تعالى لأنه بإذنه فكأنه صدر منه تعالى أو هو من جهته سبحانه فمن ابتدائية { وَمِن قَبْلُ } أي من قبل هذا ، والجار والمجرور متعلق بقوله تعالى : { مَا فَرَّطتُمْ فِى يُوسُفَ } أي قصرتم في شأنه ولم تحفظوا عهد أبيكم فيه وقد قلتم ما قلتم { وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) } . قوله عز وجل: { وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ } قالوا: هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به قد جئناك به، فقال: أحسنتم وأصبتم، وستجدون جزاء ذلك عندي، ثم أنزلهم وأكرمهم (1) ، ثم أضافهم وأجلس كل اثنين منهم على مائدة، فبقي بنيامين وحيدا، فبكى وقال: لو كان أخي يوسف حيا لأجلسني معه، فقال يوسف: لقد بقي أخوكم هذا وحيدا، فأجلسه معه على مائدته، فجعل يُواكله فلما كان الليل أمر لهم [بمثل ذلك] وقال: لينم كل أخوين منكم على مثال، فبقى بنيامين وحده، فقال يوسف: هذا ينام معي على فراشي، فنام معه، فجعل يوسف يضمه إليه ويشم ريحه حتى أصبح، وجعل روبين يقول: ما رأينا مثل هذا، فلما أصبح، قال لهم: إني أرى هذا الرجل ليس معه ثان فسأضمه إليَّ فيكون منزله معي، ثم أنزلهم منزلا وأجرى عليهم الطعام، وأنزل أخاه لأمه معه، فذلك قوله تعالى: { آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ } أي: ضمَّ إليه أخاه فلما خلا به قال: ما اسمك؟ قال: بنيامين، قال: وما بنيامين؟ قال: ابن المثكل، وذلك أنه لما ولد هلكت أمه. قال: وما اسم أمك؟ قال: راحيل بنت لاوى، فقال: فهل لك من ولد؟ قال: نعم عشرة بنين، [قال: فهل لك من أخ لأمك، قال: كان لي أخ فهلك، قال يوسف] (3) أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك، فقال بنيامين: ومَنْ يجد أخاً مثلك أيها الملك ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل، فبكى يوسف عند ذلك وقام إليه وعانقه (4) ، وقال له: { قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ } أي: لا تحزن، { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } بشيء فعلوه بنا فيما مضى، فإن الله تعالى قد أحسن إلينا، ولا تعَلّمْهم شيئا مما أعلمتك، في آل عمران والكهانة والكاهن : الذي ينتحل معرفة ما سيحدث من الأمور وما خفي مما هو كائن ويخبر به بكلام ذي أسْجاع قصيرة . وكان أصل الكلمة موضوعة لهذا المعنى غير مشتقة ، ونظيرها في العبرية ( الكوهين ) وهو حافظ الشريعة والمفتي بها ، وهو من بني ( لاوي ) اللاويين الذين هم من سبط لاوي الذي منه موسى وهارون أقام موسى عليْه السّلام من بني إسرائيل اثني عشر رئيساً على جيش بني إسرائيل على عدد الأسباط المجنّدين ، فجعل لكلّ سبط نقيباً ، وجعل لسبط يوسف نقيبين ، ولم يجعل لسبط لاوي نقيباً ، لأنّ اللاويين كانوا غير معدودين في الجيش إذ هم حفظة الشريعة ، فقد جاء في أوّل سفر العَدد : كلّم الله موسى : أحصوا كلّ جماعة إسرائيل بعشائرهم بعدد الأسماء من ابن عشرين فصاعداً كلّ خارج للحرب في إسرائيل حسب أجنادهم ، تحسبهم أنت وهارون ، ويكون معكما رجل لكلّ سبط رؤوس ألوف إسرائيل «وكلّم الربّ موسى قائلاً : أمّا سبط لاوي فلا تعدّه بل وكِّلْ اللاويين على مسكن الشهادة وعلى جميع أمتعته» . وكان ذلك في الشهر الثّاني من السنة الثّانية من خروجهم من مصر في برية سينا . { وآل عمران } واختلفوا في عمران هذا فقيل : هو عمران بن (يصهر بن) قاهث بن لاوي بن يعقوب وهو والد موسى وهارون فيكون آل عمران موسى وهارون أو نفسه ، وقيل : هو عمران بن آشيم بن آمون وقيل : ابن ماتان وهو من ولد سليمان بن داود عليهما السلام وعمران هذا هو والد مريم وابنها عيسى فعلى هذا يكون المراد بآل عمران مريم وابنها عيسى عليه السلام ، وإنما خص هؤلاء بالذكر لأن الأنبياء والرسل من نسلهم { على العالمين } أي اختارهم واصطفاهم على العالمين بما خصهم من النبوة والرسالة { ذرية } أي اصطفى ذرية وأصلها من ذرأ بمعنى خلق وقيل : من الذر لأن الله تعالى استخرجهم من ظهر آدم كالذر وإنما سمي الآباء والأبناء ذرية لآن الله خلق بعضهم من بعض ، فالأبناء من ذرية الآباء والآباء من ذرية آدم وهو ممن ذرأه الله تعالى أي خلقه { بعضها من بعض } أي بعضها من ولد بعض وقيل : بعضها من بعض في التناصر والتعاضد وقيل : بعضها على دين بعض { والله سميع عليم } يعني أن الله تعالى سميع لأقوال العباد عليم بنياتهم وإنما يصطفى لنبوته ورسالته من يعلم استقامته قولاً وفعلاً . قوله عز وجل : { إذ قالت امرأة عمران } هي حنة بنت فاقوذا أم مريم وعمران هو عمران بن ماثان وقيل : ابن أشيم وليس بعمران أبي موسى لأن بينهما ألفاً وثمانمائة سنة(1300أرى )، وكان بنو ماثان رؤوس بني إسرائيل في ذلك الزمن وأحبارهم وملوكهم { رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً } أي جعلت الحمل الذي في بطني نذراً محرراً مني لك ، والنذر ما يوجبه الإنسان على نفسه ، والمعنى محرراً أي عتيقاً خالصاً مفرغاً لعبادة الله وخدمة الكنيسة لا أشغله بشيء من أمور الدنيا . وفي موسى موسى هو ابن عمرم المسمى عمران في العربية ابن قاهت فيكون يصاهر أخا عمرم أخرج ابن المنذر عن وائل بن داود في قوله { وكلم الله موسى تكليماً } قال : مراراً ولما مات موسى بن عمران جالت الملائكة في السموات بعضها إلى بعض ، واضعي أيديهم على خدودهم ينادون مات موسى كليم الله ، فأي الخلق لا يموت؟! . وأمه تسمى «يوحانذ» وهي أيضاً من سبط لاوى وكان زوجها قد توفي حين ولدت موسى فتحيلت لإخفائه عن القبط مدة ثلاثة أشهر ثم ألهمها الله فأرضعته رضعة ووضعته في سفط منسوج من خوص البردي وطلته بالمغرة والقار لئلا يدخله الماء ووضعت فيه الولد وألقته في النيل بمقربة من مساكن فرعون على شاطىء النيل ووكلت أختاً له اسمها مريم بأن ترقب الجهة التي يلقيه النيل فيها وماذا يصنع به ، وكان ملك مصر في ذلك الوقت تقريباً هو فرعون رعمسيس الثاني ، ولما حمله النهر كانت ابنة فرعون المسماة ثرموت مع جَوارٍ لها يمشين على حافة النهر لقصد السباحة والتبرد في مائه قيل كانوا في مدينة عين شمس (وعندي مدينة رمسيس برأس الدلتا) فلما بصرت بالسفط أرسلت أمة لها لتنظر السفط فلما فتحنه وجدن الصبي فأخذته ابنة فرعون إلى أمها وأظهرت مريم أخت موسى نفسها لابنة فرعون فلما رأت رقة ابنة فرعون على الصبي قالت : إن فينا مرضعاً أفأذهب فأدعوها لترضعه؟ فقالت : نعم فذهبت وأتت بأم موسى . وأخذت امرأة فرعون الولد وتبنته وسمته موشى قيل : إنه مركب من كلمة «مو» بمعنى الماء وكلمة «شى» بمعنى المنقَذ وقد صارت في العربية موسى والأظهر أن هذا الاسم مركب من اللغة العبرية لا من القبطية فلعله كان له اسم آخر في قصر فرعون وأنه غير اسمه بعد ذلك ونشأ موسى في بيت فرعون كولد له ولما كبر علم أنه ليس بابن لفرعون وأنه إسرائيلي ولعل أمه أعلمته بذلك وجعلت له أمارات يوقن بها وأنشأه الله على حب العدل ونصر الضعيف وكان موسى شديداً قوي البنية ولما بلغ أشده في حدود نيف وثلاثين من عمره حدث له حادث قتل فيه قبطياً انتصاراً لإسرائيلي ولعل ذلك كان بعد مفارقته لقصر فرعون أي بعد موت مربيه فخاف موسى أن يقتص منه وهاجر من مصر ومر في مهاجرته بمدين وتزوج ابنة شعيب ثم خرج من مدين بعد عشر سنين وعمره يومئذ نيف وأربعون سنةوأوحى الله إليه في طريقه أن يخرج بني إسرائيل من مصر وينقذهم من ظلم فرعون فدخل مصر ولقي أخاه هارون في جملة قومه في مصر وسعى في إخراج بني إسرائيل من مصر بما قصه الله في كتابه وكان خروجه ببني إسرائيل من مصر في حدود سنة 1460 ستين وأربعمائة وألف قبل المسيح في زمن منفطاح الثاني وتوفي موسى عليه السلام قرب أريحا على جبل نيبو سنة 1380 ثمانين وثلاثمائة وألف قبل ميلاد عيسى ودفن هنالك وقبره غير معروف لأحد كما هو نص التوراة . ابن عاشور. التحرير والتنوير رواية التوراة في ميلاد موسى ذكر المضمون هذا من التوراة : قال في أول السفر الثاني منها : وهذه أسماء بني إسرائيل الذين دخلوا مصر مع يعقوب عليه السلام ، دخل كل امرىء وأهل بيته روبيل وشمعون ولاوي ويهوذا وإيساخار وزيلون وبنيامين ودان ونفتالي وجاد وأشير ، وكان عدد ولد يعقوب الذين خرجوا من صلبه سبعين نفساً مع يوسف عليه الصلاة والسلام الذي كان بمصر ، فتوفي يوسف وجميع إخواته وجميع ذلك الحقب ، وبنو إسرائيل نموا وولدوا وكثروا واعتزوا جداً جداً ، وامتلأت الأرض منهم ، فملك على مصر ملك جديد لم يكن يعرف يوسف فقال لشعبه : هذا شعب بني إسرائيل قد كثر عددهم فهم أكثر وأعز منا ، هلموا نحتال لهم قبل أن يكثروا ، لعل أعداءنا يأتونا يقاتلونا فيكونوا عوناً ، لأعدائنا علينا فيخرجونا من الأرض ، فولى عليهم ولاة ذوي فظاظة وقساوة ليتعبدوهم ، وجعلوا يبنون قرى لأجران فرعون واهرائه وفي نسخة : وبنوا لفرعون مدناً محصنة فيسترم في الفيوم وفي عين شمس ، وفي نسخة : فيثوم ورعمسيس (برأس الدلتا قريبة من محلات بني اسرائيل)، وفي نسخة : وأكوان التي هي مدينة الشمس ، واشتد تعبدهم لهم ، وذلهم أياهم ، وكانوا يزدادون كثرة ويعتزون ، فاشتد غمهم وحزنهم بسبب بني إسرائيل ، وكان المصريون يتعبدون بني إسرائيل بشدة وقساوة ، ويمرون حياتهم بالكد والتعب الصعب الشديد بالطين وعمل اللبن وفي كل عمل الحقل ، وكان تعبدهم إياهم في جميع ما استعملوهم بالشدة والفظاظة والقسوة ، فقال ملك مصر : وجعلنا لقوابل العبرانيات التي تسمى إحداهما فوعا والأخرى شوفرا ، وأمرهما : إذا أنتما قبلتما العبرانيات فانظرا إذا سقط الولد ، فإن كان ذكراً فاقتلاه ، وإن كانت أنثى فاستبقياها فاتقت القابلتان الله ولم يفعلا ما أمرهما به ملك مصر ، وجعلتا تستحييان الغلمان ، فدعا ملك مصر القابلتين وقال لهما؟ ما بالكما؟ جاوزتما أمري وأحييتما الغلمان؟ فقالتا لفرعون : إن العبرانيات لسن كالمصريات لأنهن قوابل ، ويلدن قبل أن تدخل القابلة عليهن ، فأحسن الله إلى القابلتين لصنعهما هذا ، فكثر الشعب وعز جداً ، فلما اتقت القابلتان الله أنماهما وجعل لهما بنين ، وفي نسخة : بيوتاً ، فأمر فرعون جميع قومه قائلاً : كل غلام يولد لهم فألقوه في النهر ، وكل جارية تولد فاستبقوها ، فانطلق رجل من آل لاوي فتزوج إحدى بنات لاوي ، فحبلت المرأة فولدت ابناً فرأته حسناً جداً ، فغيبته ثلاثة أشهر ولم تقدر أن تغيبه أكثر من ذلك ، فأخذت تابوتاً من خشب الصنوبر ( وعندي من الجميز)، وطلته بالقار والزفت ووضعت فيه الغلام ووضعته في الضحضاح على شاطىء النهر ، وقامت أخته من بعيد لتنظر ما يكون من أمره ، فخرجت بنت فرعون(أمرأة فرعون عندنا نحن المسلمين هي التي تعهدته) تغتسل في النهر ، فنظرت إلى التابوت في المخاضة ، فأرسلت جواريها فأتوا به ففتحته فرأت الغلام ، فإذا هو يبكي فرحمته ، وقالت : هذا من بني العبرانيين ، فقالت أخته لابنة فرعون : هل لك أن أنطلق أدعو لك ظئراً من العبرانيات فترضع هذا الغلام؟ فقالت لها ابنة فرعون : نعم! انطلقي ، فانطلقت الفتاة ودعت أم الغلام ، فقالت لها ابنة فرعون : خذي هذا الصبي فأرضعيه وأنا أعطيك أجرتك ، فأخذت المرأة الغلام فأرضعته فشب الغلام فأتت به إلى ابنة فرعون فتبنته ، وسمته موسى لأنها قالت : إني انتشلته من الماء . في فتى موسى أما فتاه فالأصح أنه يوشع ابن نون بن أفراً يم ابن يوسف وهو صاحب موسى وولي عهده بعد وفاته ، وقيل إنه أخو يوشع وقيل فتاة يعني عبده بدليل قوله صلى الله عليه وسلم « لا يقل أحدكم عبده وأمتي وليقل فتاي وفتاتي »عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس أن نوفاً البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بين إسرائيل فقال ابن عباس : كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : : « إن موسى عليه السلام قام خطيباً في بني إسرائيل فسأل أي الناس أعلم فقال أنا ، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه إن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك ، قال موسى : يا رب فكيف لي به قال : فخذ معك حوتاً فاجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فأخذ حوتاً فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رأسيهما فناما ، فاضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سرباً وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق ، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت وانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كانا من الغد قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به .(وعندي الأماكن هي بر شمس والخضرة حيث اللقاء بالخضر وجروان وقرية مسجد الخضر حيث دارت الأحداث) في هارون النبي المساعد التوارث بالهجرة والمؤاخاة في التوراة أمر بني اسرائيل أن يصنعوا مثله في بني لاوي بن يعقوب الماوردي : النكت والعيون وهارون هو أخو موسى عليهما السلام وهو هارون بن عمران من سبط لاوي ولد قبل أن يأمر فرعون بقتل أطفال بني إسرائيل وهو أكبر من موسى ، ولما كلم الله موسى بالرسالة أعلمه بأنه سيشرك معه أخاه هارون فيكون كالوزير له ، وأوحى إلى هارون أيضاً ، وكان موسى هو الرسول الأعظم ، وكان معظم وحي الله إلى هارون على لسان موسى ، وقد جعل الله هارون أول كاهن لبني إسرائيل لما أقام لهم خدمة خيمة العبادة ، وجعل الكهانة في نسله ، فهم يختصون بأحكام لا تشاركهم فيها بقية الأمة ، منها تحريم الخمر على الكاهن ، ومات هارون قبل موسى بعام في جبل هور على تخوم أرض أدوم في مدة التيه في السنة الثالثة من الخروج من مصر ابن عاشور التحرير والتنوير عاش بمصر عمره كله وطوله مائة وعشرين عامال ومعنى هارون بالعبرانية المحبب . { وهارون } أخوه شقيقه ، وقيل : لأمه ، وقيل : لأبيه فقط حكاهما الكرماني في «عجائبه» مات قبل موسى عليهما السلام وكان ولد قبله بسنة وفي بعض أحاديث الإسراء " صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون ونصف لحيته أبيض ونصفها أسود تكاد تضرب سرته من طولها فقلت : يا جبريل من هذا؟ قال : المحبب في قومه هارون بن عمران " { ابن أُمَّ } بحذف حرف النداء لضيق المقام وتخصيص الأم بالمذكر مع كونهما شقيقين على الأصح للترقييق ، وقيل : لأنها قامت بتربيته وقاست في تخليصه المخاوف والشدائد ، وقيل : إن هارون عليه السلام كانت آثار الجمال والرحمة فيه ظاهرة كما ينبىء عنه قوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هارون نَبِيّاً } [ مريم : 53 ] وكان مورده ومصدره ذلك ، ولذا كان يلهج بذكر ما يدل على الرحمة ، ألا ترى كيف تلطق بالقوم لما قدموا على ما قدموا فقال : { يا قوم إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرحمن } [ طه : 90 ] ومن هنا ذكر الأم ونسب إليها لأن الرحمة فيها أتم ولولاها ما قدرت على تربية الولد وتحمل المشاق فيها وهو منزع صوفي كما لا يخفى ، واختلف في اسم أمهما عليهما السلام فقيل : محيانة بنت يصهر بن لاوى ، وقيل : يوحانذ ، وقيل : يارخا ، وقيل : يازخت ، وقيل : غير ذلك ، ومن الناس من زعم أن لاسمها رضي الله تعالى عنها خاصية في فتح الأقفال وله رياضة مخصوصة عند أرباب الطلاسم والحروف وما هي إلا رهبانية ابتدعوها ما أنزل الله تعالى بها من كتاب . أن موسى عليه السلام قال لبني إسرائيل : إن خرجنا من البحر سالمين أتيتكم من عند الله بكتاب بين لكم فيه ما يجب عليكم من الفعل والترك ، فلما جاوز موسى البحر ببني إسرائيل وأغرق الله فرعون قالوا : يا موسى ائتنا بذلك الكتاب الموعود فذهب إلى ربه ووعدهم أربعين ليلة وذلك قوله تعالى : { وواعدنا موسى ثلاثين لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ ميقات رَبّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً } [ الأعراف : 142 ] واستخلف عليهم هارون ومكث على الطور أربعين ليلة وأنزل الله التوراة عليه في الألواح ، وكانت الألواح من زبرجد فقربه الرب نجياً وكلمه من غير واسطة وأسمعه صرير القلم ، قال أبو العالية وبلغنا أنه لم يحدث حدثاً في الأربعين ليلة حتى هبط من الطور . وقرأ ابن عامر . وحمزة . والكسائي . وأبو بكر عن عاصم هنا وفي طه { ابن أُمَّ } بالكسر وأصله ابن أمي فحذفت الياء اكتفاء بالكسرة تخفيفاً كالمنادى المضاف إلى الياء . وقرأ الباقون بالفتح زيادة في التخفيف أو تشبيهاً بخمسة عشر { إِنَّ القوم } الذين فعلوا ما فعلوا { استضعفونى } أي استذلوني وقهروني ولم يبالوا بي لقلة أنصاري { وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى } وقاربوا قتلي حين نهيتهم عن ذلك؛ والمراد أني بذلت وسعي في كفهم ولم آل جهداً في منعهم { فَلاَ تُشْمِتْ بِىَ الاعداء } أي فلا تفعل ما يشمتون بي لأجله فإنهم لا يعلمون سر فعلك ، والشماتة سرور العدو بما يصيب المرء من مكروه . وقرىء { فَلاَ تُشْمِتْ بِىَ الاعداء } بفتح حرف المصارعة وضم الميم ورفع الأعداء حطهم الله تعالى وهو كناية عن ذلك المعنى أيضاً على حد لا أرينك ههنا . والمراد من الأعداء القوم المذكورون إلا أنه أقيم الظاهر مقام ضميرهم ولا يخفى سره { وَلاَ تَجْعَلْنِى مَعَ القوم * الظالمين } أي لا تجعلني معدوداً في عدادهم ولا تسلك بي سلوكك بهم في المعاتبة ، أو لا تعتقدني واحداً من الظالمين مع براءتي منهم ومن ظلمهم 2- وفي موسى أم موسى والقابلة والنجار وأخته وأسيا { وَأَوْحَيْنَا إلى أُمّ موسى } قيل هي محيانة بنت يصهر بن لاوي ، وقيل يوخابذ ويوكابد وقيل يارخا وقيل يارخت ، وقيل غير ذلك . والظاهر أن الإيحاء إليها كان بإرسال ملك ، ولا ينافي حكاية أبي حيان الإجماع على عدم نبوتها ، لما أن الملائكة عليهم السلام قد ترسل إلى غير الأنبياء وتكلمهم ، وإلى هذا ذهب قطرب وجماعة . وقال مقاتل منهم : إن الملك المرسل إليها هو جبريل عليه السلام . وعن ابن عباس . وقتادة أنه كان إلهاماً ، ولا يأباه قوله تعالى : { إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وجاعلوه مِنَ المرسلين } نعم هو أوفق بالأول . وقال قوم : إنه كان رؤيا منام صادقة قص فيها أمره عليه السلام ، وأوقع الله تعالى في قلبها اليقين . وحكى عن الجبائي أنها رأيت في ذلك رؤيا ، فقصتها على من تثق به من علماء بني إسرائيل فعبرها لها . وقيل كان بأخبار نبي في عصرها إياها . والظاهر أن هذا الإيجاء كان بعد الولادة ، وفي الأخبار ما يشهد له ، فيكون في الكلام جملة محذوفة ، وكأن التقدير والله تعالى أعلم : ووضعت موسى أمه في زمن الذبح فلم تدر ما تصنع في أمره وأوحينا إليها { أَنْ أَرْضِعِيهِ } وقيل : كان قبل الولادة ، وأن تفسيرية أو مصدرية ، والمراد أن أرضعيه ما أمكنك إخفاؤه . وقرأ عمر بن عبد الواحد . وعمر بن عبد العزيز أن أرضعيه بكسر النون بعد حذف الهمزة على غير قياس لأن القياس فيه نقل حركتها وهي الفتحة إلى النون كما في قراءة ورش . { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } من جواسيس فرعون ونقبائه الذين يقتلون الأبناء ، أو من الجيران ونحوهم أن ينمو عليه { فَأَلْقِيهِ فِى اليم } أي في البحر . والمراد به النيل ، ويسمى مثله بحراً ، وإن غلب في غير العذب { وَلاَ تَخَافِى } عليه ضيعة أو شدة من عدم رضاعه في سن الرضاع { وَلاَ تَحْزَنِى } من مفارقتك إياه { إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ } عن قريب بحيث تأمنين عليه في حديث رواه الزبير بن بكار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: " أشعرت أن الله زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثوم أخت موسى وآسية امرأة فرعون " فقالت: الله أخبرك بهذا ؟ فقال: " نعم " فقالت: بالرفاء و البنين.وقيل في أخت موسى مريم وحكي أنه لما فرغ النجارمن صنعة التابوت نم إلى فرعون بخبره، فبعث معه من يأخذه، فطمس الله عينيه وقلبه فلم يعرف الطريق، فأيقن أنه المولود الذي يخاف منه فرعون، فآمن من ذلك الوقت، وهو مؤمن آل فرعون، ذكره الماوردي وكانت بعض القوابل الموكلات بحبالي بني إسرائيل مصافيةلأم موسى، فقالت: لينفعني حبك اليوم، فعالجتها فلما وقع إلى الارض هالها نور بين عينيه، وأرتعش كل مفصل منها، ودخل حبه قلبها، ثم قالت: ما جئتك إلا لاقتل مولودك وأخبر فرعون، ولكني وجدت لابنك حبا ما وجدت مثله قط، فاحفظيه، فلما خرجت جاء عيون فرعون فلفته في خرقة ووضعته في تنور مسجور نارا لم تعلم ما تصنع لما طاش عقلها، فطلبوا فلم يلفوا شيئا، فخرجوا وهي لا تدري مكانه، فسمعت بكاءه من التنور، وقد جعل الله عليه النار بردا وسلاما وسبق وذكرنا أن أمه يوكابد وقيلا سمها أيارخا وقيل أيارخت قال الثعلبي: واسم أم موسي لوحا بنت هاند بن لاوى بن يعقوب قال ابن جريج: أمرت بإرضاعه أربعة أشهر في بستان وقال آخرون: ثلاثة أشهر وقال آخرون ثمانية أشهر وأتخذت له تابوتا من بردى وقيرته بالقار من داخله، ووضعت فيه موسى وألقته في نيل مصر. في أسيا بنت مزاحم في زواج موسى قال الضحاك : لما دخل موسى على حماه قال له : من أنت يا عبد الله؟ قال : أنا موسى بن عمران بن يصهر ابن قاهث بن لاوى بن يعقوب . { وقص عليه القصص } أي المقصوص من لدن ولادته إلى قتل القبطيّ وفراره خوفاً من فرعون وملئه ف { قال } له شعيب { لا تخف } من فرعون أو ضيماً { نجوت من القوم الظالمين } فلا سلطان لفرعون بأرضنا { قالت إحداهما } وهي كبراهما اسمها صفراء وكانت الصغرى صفيراء { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القويّ الأمين } قال النحويون : جعل القوي الأمين اسماً لكونه معرفة صريحة أولى من جعل « أفعل » التفضيل المضاف اسماً لكونه قريباً من المعرفة ، ولكن كمال العناية صار سبباً للتقديم . وورود الفعل وهو { استأجرت } بلفظ الماضي للدلالة على أنه أمر قد جرب وعرف . وقال المحققون : إن قولها هذا كلام حكيم جامع لا مزيد عليه لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان أعني الكفاية والأمانة اللتين هما ثمرتا الكياسة والديانة في الذين يقوم بأمرك ، فقد حصل مرادك وكمل فراغك . عن ابن عباس أن شعيباً أحفظته الغيرة فقال : وما علمك بقوّته وأمانته؟ فذكرت إقلال الحجر ونزع الدلو وأنه صوّب راسه اي خفضه حين بلغته رسالته ، وأنه أمرها بالمشي خلفه فلذلك قال { أريد أن أنكحك إحدى ابنتي } وليس هذا عقداً حتى تلزم الجهالة في المعقود عليها ولكنه حكاية عزم وتقرير وعد ولو كان عقداً لقال أنكحتك ابنتي فلانة . وفي قوله { هاتين } دليل على أنه كانت له غيرهما . قال أهل اللغة : { تأجرني } من أجرته إذا كنت له أجيراً فيكون { ثماني } حجج ظرفه أو من اجرته كذا إذا أثبته إياه فيكون المثاني مفعولاً به ثانياً ومعناه رعية ثماني حجج { فإن أتممت عشراً } اي عمل عشر حجج { فمن عندك } أي فإتمامه من عندك لا من عندي إذ هو تفضل منك وتبرع { وما أريد أن أشق عليك } الزام أتم الأجلين أو بالتكاليف الشاقة في مدة الرعي ، وإنما أعامل معك معاملة الأنبياء يأخذون بالأسمح -بالحاء لا بالجيم- قال أهل الاشتقاق : حقيقة قولهم شققت عليه وشق عليه الأمر أنه إذا صعب الأمر فكأنه شق عليه ظنه باثنين يقول تارة أطيقة وتارة لا أطيقه . ثم أكد وعد المسامحة بقوله { ستجدني إن شاء الله من الصالحين } عموماً أو في باب حسن المعاملة . وقوله { إن شاء الله } أدب جميل زوج كاهن مدين صفورا ابنته لموسى بشرط العمل عنده ثمان سنوات فتزوجها واتم العشر فولدت له ابناً فسماه جرشون ، لأنه قال : إني صرت ساكناً في أرض غريبة . وولدت لموسى ابناً آخر ، فسماه اليعازار ، لأنه قال : إن إله آبائي خلصني من حرب فرعون . : فلما التزم موسى عليه السلام زوجه ابنته الشرط ، واستمر عنده حتى قضى ما عليه ، بنى عليه قوله : { فلما قضى } أي وفى وأتم ، ونهى وأنفذ { موسى } صاحبه { الأجل } أي الأوفى وهو العشر ، بأن وفى جميع ما شرط عليه من العمل ، فإنه ورد أنه قضى من الأجلين أوفاهما ، وتزوج من المرأتين صغراهما ، وهي التي جاءت فقالت : يا أبت استأجره روى الطبراني في الأوسط معناه عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً ، والظاهر أنه مكث عنده بعد الأجل أيضاً مدة ، لأنه عطف بالواو قوله : { وسار } ولم يجعله جواباً للما { بأهله } أي امرأة راجعاً إلى أقاربه بمصر { آنس } أي أبصر { من جانب الطور ناراً } آنسته رؤيتها وشرحته إنارتها ، وكان مضروراً إلى الدلالة على الطريق والاصطلاء بالنار تتبع مسميات القرى والأحواض الزراعية بالقرى موضع الدراسة في تعيين الأمكن بإذن الله في مكان بيت أم موسى على اليم والساحل { أَنِ اقذفيه فِى التابوت } والمراد بالقذف هنها الوضع ، وأما في قوله تعالى : { فاقذفيه فِى اليم } فالمراد به الإلقاء والطرح ، ويجوز أن يكون المراد به الوضع في الموضعين ، و { أَلِيمٌ } البحر لا يكسر ولا يجمع جمع سلامة ، وفي «البحر» هو اسم للبحر العذب ، وقيل : اسم للنيل خاصة وليس بصحيح ، وهذا التفصيل هنا هو المراد بقوله تعالى : { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى اليم } [ القصص : 7 ] لا القذف بلا تابوت { فَلْيُلْقِهِ اليم بالساحل } أي بشاطئه وهو الجانب الخالي عن الماء مأخوذ من سحل الحديد أي برده وقشره وهو فاعل بمعنى مفعول لأن الماء يسحله أي يقسره أو هو للنبس أي ذو سحل يعود الأمر إلى مسحود ، وقيل : هو على ظاهره على معنى أنه يسحل الماء أي يفرقه ويضيعه؛ وقيل : هو من السحيل وهو النهيق لأنه يسمع منه صوت ، والمراد به هنا ما يقابل الوسط وهو ما يلي الساحل من البحر حيث يجري ماؤه إلى نهر فرعون .وقيل : المراد بالساحل الجانب والطرف مطلقاً والمراد من الأمر الخبر واختير للمبالغة ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " قوموا فلأصول لكم " ولإخراج ذلك مخرج الأمر حسن الجواب فيما بعد ، وقال غير واحد : إنه لما كان إلقاء البحر إياه بالساحل أمراً واجب الوقوع لتعلق الإرادة الربانية به جعل البحر كأنه ذو تمييز مطيع أمر بذلك ، وأخرج الجوا بمخرج الأمر ففي اليم استعارة بالكناية وإثبات الأمر تخييل ، وقيل : إن في قوله تعالى : { فَلْيُلْقِهِ } استعارة تصريحية تبعية والضمائر كلها لموسى عليه السلام إذ هو المحدث عنه والمقذوف في البحر والملقى بالساحل وإن كان هو التابوت أصالة لكن لما كان المقصود بالذات ما فيه جعل التابوت تبعاً له في ذلك ، وقيل : الضمير الأول لموسى عليه السلام والضميران الأخيران للتابوت الأسباط قال أبو جعفر: وهو موسى بن عمران (بن يصهر) بن قاهث بن لاوي بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله، فيما زعم ابن إسحاق.تفسيرالطبري في الأسباط وتوزيع محلاتهم بمصر بوادي السدير بأرض قوس اليم بارض النوف بأرض(جاسان) جيزان من منف لنوف ومانوف 1- يوسف وافريم ابنه بين القطا وأبوغالب اليوم أحياء والدفن بالنيل عند دروة- وسيدي ابراهيم زاهية يحتمل أن تكون هي زليخة 2- وردان محلة سبط دان 3-لاوي (ليفي -لافي- نوفي -منوفي) عزبة الرمل صوعن وانتشارابناء حتى سامالاوي(سملاي وشنويه) 4- شمعون :شمون 5- نفتالي: طليا عند رأس نهر تالي 6-محلة يهوذا : ساقية أبو شعرةكان يهوذا إذا غضب يقوم شعره في صدره مثل المسال فتنفذ من ثيابه. وكان الواحد من بني يعقوب، كان إذا غضب، اقشعر جلده، وانتفخ جسده، وظهرت شعرات ظهره، من تحت الثوب، حتى تقطر من كل شعرة قطرة دم 7- سبط بنيامين بن يعقوب وبنيامبن معناها أسد بالقرب من يوسف رُوبيل، كان أكبرهم في السن ويهوذا، وكان أعقلهم. ، وشمعون، كان أكبرهم في الرأي.، ولاوِي هو أبو الأنبياء.، ودَان، وقهاث و النبوة في آل لاوي كموسى بن عمران والملك في آل يهوذا كداود وسليمان !عدا شاول(طالوت مالكا من سبط بنيامين) يحيى بن زكريا ، واليسع ، والياس ، والعزير من ولد هارون أخي موسى ، فلا يكون على هذا زكريا من ولد سليمان ، ولا يكون ابن عم مريم ، لأن مريم من ذرية سليمان عليه السلام ، وسليمان من يهوذا بن يعقوب ، وموسى وهارون بن لاوي بن يعقوب أدلة في أبناء الأسباط إفرايم بن يوسف الصديق : عزبة سيدي ابراهيم قاهث ؟؟؟؟ في أبناء أبناء الأسباط آل عمران فقال مقاتل: هو عمران بن يصهر بن قاهت بن لاوي بن يعقوب عليه السلام { والد } موسى وهارون. عمران (عمرام -إمري - عومر-عامر )منية ايناروس منيل العروس العامر بالله في ابناء أبناء أبناء الأسباط لثلاثة أجيال بمصر حياة ودفن موسى وهارون الكوادي في فتى موسى يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليه السلام في السامري قول السامري في العجل { هذا إلهكم وإله موسى } [ طه : 88 ] ورضاهم به ولا أعظم من هذه الفرية ولعله لم يفتر مثلها أحد قبلهم ولا بعدهم . وعن سفيان بن عيينة أنه قال : كل صاحب بدعة ذليل وتلا هذه الآية { إِنَّ الذين اتخذوا العجل } أي بقوا على اتخاذه واستمروا عليه كالسامري وأشياعه كما يفصح عنه كون الموصول الثاني عبارة عن التائبين فإن ذلك صريح في أن الموصول الأول عبارة عن المصرين { سَيَنَالُهُمْ } أي سيلحقهم ويصيبهم في الآخرة جزاء ذلك { غَضَبَ } عظيم لا يقادر قدره مستتبع لفنون العقوبات لعظم جريمتهم وقبح جريرتهم { مّن رَّبّهِمُ } أي مالكهم ، والجار والمجرور متعلق بينالهم ، أو بمحذوف وقع نعتاً لغضب مؤكداً لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية أي كائن من ربهم { وَذِلَّةٌ } عظيمة { وَقَالَ إِنَّمَا اتخذتم } وهي على ما أقول : الذلة التي عرتهم عند تحريق إلههم ونسفه في أليم نسفاً مع عدم القدرة على دفع ذلك عنه ، وقيل : هي ذلة الاغتراب التي تضرب بها الأمثال والمسكنة المنتظمة لهم ولأولادهم جميعاً ، والذلة التي اختص بها السامري من الانفراد عن الناس والابتلاء بلا مساس ، وروي أن بقاياهم اليوم يقولون ذلك وإذا مس أحدهم أحد غيرهم حمجميعاً في الوقت ، ولعل ما ذكرناه أولى والرواية لم نر لها أثراً ، وإيراد ما نالهم بالسين للتغليب ، وقيل : وإليه يشير كلام أبي العالية المراد بهم التائبون ، وبالغضب ما أمروا به من قتل أنفسهم ، وبالذلة إسلامهم أنفسهم لذلك واعترافهم بالضلال ، واعتذر عن السين بأن ذلك حكاية عما أخبر الله تعالى به موسى عليه السلام حين أخبره بافتتان قومه واتخاذهم العجل فإنه قال له : { سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ } الخ فيكون سابقاً على الغضب ، وجعل الكلام جواب سؤال مقدر وذلك أنه تعالى لما بين أن القوم ندموا على عبادتهم العجل بقوله سبحانه : { وَلَمَّا سُقِطَ فَى أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ } [ الأعراف : 149 ] والندم توبة ولذلك عقبوه بقولهم : { لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا } [ الأعراف : 149 ] وذكر عتاب موسى لأخيه عليهما السلام ثم استغفاره اتجه لسائل أن يقول : يا رب إلى ماذا يصير أمر القوم وتوبتهم واستغفار نبي الله تعالى وهل قبل الله تعالى توبتهم؟ فأجاب { إِنَّ الذين اتخذوا العجل سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ } أي نقم قبل توبة موسى وأخيه وغفر لهما خاصة وكان من تمام توبة القوم أن الله سبحانه أمرهم بقتل أنفسهم فسلموها للقتل ، فوضع الذين اتخذوا العجل موضع القوم إشعاراً بالعلية . وتعقب بأن سياق النظم الكريم وكذا سباقه ناب عن ذلك نبواً ظاهراً كيف لا وقوله تعالى : { وكذلك نَجْزِى المفترين } ينادي على خلافه فإنهم شهداء تائبون فكيف يمكن وصفهم بعد ذلك بالافتراء وأيضاً ليس يجزي الله تعالى كل المفترين بهذا الجزاء الذي ظاهره قهر وباطنه لطف ورحمة إلا أن يقال : يكفي في صحة التشبيه وجود وجه الشبه في قارون نسب قارون وداره متى وقع الحدث والاحتلاف في مكان وتوقيت الخسف؟ ( قارون ) اسم معرب أصله في العبرانية ( قورح ) بضم القاف مشبعة وفتح الراء وقع في تعريبه تغيير بعض حروفه للتخفيف وأجري وزنه على متعارف الأوزان العربية مثل طالوت وجالوت فليست حروفه حروف اشتقاق من مادة قرن و ( قورح ) هذا ابن عم موسى عليه السلام دنيا فهو قورح بن يصهار بن قهات بن لاوى بن يعقوب . وموسى هو ابن عموم المسمى عمران في العربية ابن قاهت فيكون يصاهر أخا عمرم وورد في الإصحاح السادس عشر من سفر العدد أن ( قورح ) هذا تألب مع بعض زعماء بني إسرائيل مائتين وخمسين رجلا منهم على موسى وهارون عليهما السلام حين جعل الله الكهانة في بني هارون من سبط ( لاوى ) فحسدهم قورح إذ كان ابن عمهم وقال لموسى وهارون ما بالكما ترتفعان على جماعة الرب إن الجماعة مقدسة والرب معها فغضب الله على قورح وأتباعه وخسف بهم الأرض وذهبت أموال ( قورح ) كلها وكان ذلك حين كان بنو إسرائيل على أبواب ( أريحا ) قبل فنحها . وذكر المفسرون ان فرعون كان جعل ( قورح ) رئيسا على بني إسرائيل في مصر وانه جمع ثروة عظيمة وما حكاه القرآن يبين سبب نشوء الحسد في نفسه لموسى لأن موسى لما جاء بالرسالة وخرج ببني إسرائيل زال تأمر ( قارون ) على قومه فحقد على موسى . وقد أكثر القصاص من وصف بذخة قارون وعظمته ما ليس في القرآن . وما لهم به من برهان . ورد في الإصحاح السادس عشر من سفر العدد أن ( قُورَح ) هذا تألب مع بعض زعماء بني إسرائيل مائتين وخمسين رجلاً منهم على موسى وهارون عليهما السلام حين جعل الله الكهانة في بني هارون من سبط ( لاوى ) فحسدهم قورح إذ كان ابن عمهم وقال لموسى وهارون : ما بالكما ترتفعان على جماعة الرب إن الجماعة مقدسة والرب معها فغضب الله على قورح وأتباعه وخسف بهم الأرض وذهبت أموال ( قورح ) كلها ، وكان ذلك حين كان بنو إسرائيل على أبواب ( أريحا ) قبل فتحها . وذكر المفسرون أن فرعون كان جعل ( قورح ) رئيساً على بني إسرائيل في مصر وأنه جمع ثروة عظيمة . وما حكاه القرآن يبين سبب نُشُوء الحسد في نفسه لموسى لأن موسى لما جاء بالرسالة وخرج ببني إسرائيل زال تأمّر { قارون } على قومه فحقد على موسى قارون كان أقرأ بني إسرائيل للتوراة ولكنه نافق كما نافق السامري { إِنَّ قارون كَانَ مِن قَوْمِ موسى } كان ابن عمه يصهر بن قاهث بن لاوي وكان ممن آمن به . { فبغى عَلَيْهِمْ } فطلب الفضل عليهم وأن يكونوا تحت أمره ، أو تكبر عليهم أو ظلمهم . قيل وذلك حين ملكه فرعون على بني إسرائيل ، أو حسدهم لما روي أنه قال لموسى عليه السلام : لك الرسالة ولهارون الحبورة وأنا في غير شيء إلى متى أصبر قال موسى هذا صنع الله . قال ابن إسحاق : كان قارون عم موسى كان أخا عمران وهما ابنا يصهر ولم يكن في بني إسرائيل أقرأ للتوراة من قارون ، ولكنه نافق كما نافق السَّامري وكان يسمى المنوَّر لحسن صورته وقال ابن عباس : إنه كان ابن خالته ، فبغى عليهم ، وقيل : كان عاملاً لفرعون على بني إسرائيل ، وكان يبغي عليهم ويظلمهم ، وقال قتادة : « بَغَى عَلَيْهِمْ » بكثرة المال ( ولم يرع لهم حق الإيمان بل استخف بالفقراء ) . وقال الضحاك : بغى عليهم بالشرك ، وقال القفال : طلب الفضل عليهم وأن يكونوا تحت يده ، وقال ابن عباس : تكبّر عليهم وتجبر ، وقال الكلبي : حسد هارون على الحبورة ، وروي أن موسى عليه السلام لما قطع الله له البحر ، وأغرق فرعون جعل الحبورة لهارون فحصلت له النبوة والحبورة وكان له القربان والمذبح وكان لموسى الرسالة ، فوجد قارون لذلك في نفسه ، وقال يا موسى لك الرسالة لهارون الحبورة ، ولست في شيء ، لا أصبر أنا على هذا ، فقال موسى : والله ما صنعت ذلك لهارون بل جعله الله فقال قارون له : فوالله لا أصدِّقك أبداً حتى تأتيني بآية يعرف بها أن جعل ذلك لهارون ، قال : فأمر موسى رؤساء بني إسرائيل ان يجيء كلُّ رجل منهم بعصاه فجاءوا بها ، فألقاها موسى عليه السلام في قبة له وكان ذلك بأمر الله ودعا موسى ربه أن يريهم بيان ذلك ، فباتوا يحرسون عصيهم ، فأصحبت عصا هارون تهتز لها ورق أخضر وكانت من شجر اللوز ، فقال موسى لقارون : ألا ترى ما صنع الله لهارون ، فقال : والله ما هذا بأعجب مما تصنع من السحر ، فاعتزل قارون ومعه ناس كثيرة وولي هارون الحبوة والمذبح والقربان ، وكانت بنو إسرائيل يأتون بهَدَايَاهُمْ إلى هارون فيضعها في المذبح وتنزل نار من السماء فتأكلها ، واعتزل قارون بأتباعه وكان كثير المال والتَّبَع من بني إسرائيل ، فما كان يأتي موسى ولا يجالسه . إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وفي قوله{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ } [ القصص : 78 ] والجملة مقررة لبغيه ورجح تعلقه بمحذوف والتقدير أظهر التفاخر والفرح بما أوتي إذ قال له قومه { لاَ تَفْرَحْ } لا تبطر والفرح بالدنيا لذاتها مذموم لأنه نتيجة حبها والرضا بها والذهول عن ذهابها فإن العلم بأن ما فيها من اللذة مفارقة لا محالة يوجب الترح وفي قوله سبحانه : { إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الفرحين } [ القصص : 76 ] وهذه الموعظة بأسرها كانت من مؤمنين قومه كما هو ظاهر الآية ، وقيل : إنها كانت من موسى عليه السلام . قال ابن إسحق: كان عم موسى لاب وأم. وقيل: كان ابن خالته. وقيل هو ابن عم موسى لأبيه وأمه فهوقارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.(420) عام ومما لا مبالغة فيه ما روي عن ابن عباس من أن المفاتح الخزائن وكانت خزائنه يحملها أربعون رجلاً أقوياء وكانت أربعمائة ألف يحمل كل رجل عشرة آلاف وعليه فأمثال قارون في الناس أكثر من خزائنه ، ولعل الآية تشير إلى ما أوتيه فوق ذلك ، ولا أظن الأمر كما روي عن خيثمة ، وأبعد أبو مسلم في تفسير الآية فقال : المراد من المفاتح العلم والإحاطة كما في قوله تعالى : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب } [ الأنعام : 59 ] والمراد وآتيناه من الكنوز ما إن حفظها والاطلاع عليها ليثقل على العصبة أي هذه الكنوز لكثرتها واختلاف أصنافها تتعب حفظتها القائمين على حفظها { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ } . حكي عن محمد بن إسحاق أنه عم موسى عليه السلام وهو ظاهر على قول من قال : إن موسى عليه السلام ابن عمران بن يصهر بن قاهث وهو ابن يصهر بن قاهث وكان يسمى المنور لحسن صورته وكان أحفظ بني إسرائيل للتوراة وأقرأهم لكنه نافق كما نافق السامري؛ وقال : إذا كانت النبوة لموسى والمذبح والقربان لهارون فمالي؟ وروي أنه لما جاوز بهم موسى عليه السلام البحر وصارت الرسالة والحبورة لهارون يقرب القربان ويكون رأساً فيهم وكان القربان إلى موسى عليه السلام فجعله لأخيه هارون وجد قارون في نفسه فحسدهما فقال لموسى الأمر لكما ولست على شيء إلى متى أصبر قال موسى عليه السلام هذا صنع الله تعالى قال والله تعالى لا أصدقك حتى تأتي بآية فأمر رؤساء بني إسرائيل أن يجىء كل واحد بعصاه فحزمها وألقاها في القبة التي كان الوحي ينزل عليه فيها وكانوا يحرسون عصيهم بالليل فأصبحوا وإذا بعصا هارون تهتز ولها ورق أخضر وكانت من شجر اللوز فقال قارون : ما هو بأعجب مما تصنع من السحر { فبغى عَلَيْهِمْ } فطلب الفضل عليهم وأن يكونوا تحت أمره أو تكبر عليهم وعد من تكبره أنه زاد في ثيابه شبراً أو ظلمهم وطلب ما ليس حقه قيل : وذلك حين ملكه فرعون على بني إسرائيل . وقيل : حسدهم وطلب زوال نعمهم ، وذلك ما ذكر منه في حق موسى وهارون عليهما السلام ،{ وَءاتَيْنَاهُ مِنَ الكنوز } أي الأموال المدخرة فهو مجاز بجعل المدخر كالمدفون إن كان الكنز مخصوصاً به ، وحكى في «البحر» أنه سميت أمواله كنوزاً لأنها لم تؤد منها الزكاة وقد أمره موسى عليه السلام بأدائها فأبى وهو من أسباب عداوته إياه ، وقيل : الكنوز هنا الأموال المدفونة وكان كما روي عن عطاء قد أظفره الله تعالى بكنز عظيم من كنوز يوسف عليه السلام { مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ } أي مفاتح صناديقه فهو على تقدير مضاف أو الإضافة لأدنى ملابسة وهو جمع مفتح بالكسر وهو ما يفتح به . { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ } قال أهل العلم بالأخبار: كان قارون أعلم بني إسرائيل بعد موسى وهارون عليهما السلام وأقرأهم للتوراة وأجملهم وأغناهم 65/ب وكان حسن الصوت فبغى وطغى، وكان أول طغيانه وعصيانه أن الله أوحى إلى موسى أن يأمر قومه أن يعقلوا في أرديتهم خيوطا أربعة في كل طرف خيطًا أزرق كلون السماء، يذكرون به إذا نظروا إليها، ويعلمون أني منزل منها كلامي، فقال موسى: يا رب أفلا تأمرهم أن يجعلوا أرديتهم كلها خضرًا فإن بني إسرائيل تحقر هذه الخيوط، فقال له ربه: يا موسى إن الصغير من أمري ليس بصغير فإذا هم لم يطيعوني في الأمر الصغير لم يطيعوني في الأمر الكبير، [فدعاهم موسى عليه السلام] (1) ، وقال: إن الله يأمركم أن تعلقوا في أرديتكم خيوطًا خضرًا كلون السماء لكي تذكروا ربكم إذا رأيتموها، ففعلت بنو إسرائيل ما أمرهم به موسى، واستكبر قارون فلم يطعه، وقال: إنما يفعل هذا الأرباب، بعبيدهم لكي يتميزوا عن غيرهم، فكان هذا بدء عصيانه وبغيه فلما قطع موسى ببني إسرائيل البحر جعلت الحبورة لهارون، وهي رياسة المذبح، فكان بنو إسرائيل يأتون بهديهم إلى هارون فيضعه على المذبح فتنزل نار من السماء فتأكله، فوجد قارون من ذلك من نفسه وأتى موسى فقال: يا موسى لك الرسالة ولهارون الحبورة، ولست، في شيء من ذلك، وأنا أقرأ التوراة، لا صبر لي على هذا. فقال له موسى: ما أنا جعلتها في هارون بل الله جعلها له. فقال قارون: والله لا أصدقك حتى تريني بيانه، فجمع موسى رؤساء بني إسرائيل فقال: هاتوا عصيكم، فحزمها وألقاها في قبته التي كانيعبد الله فيها، فجعلوا يحرسون عصيهم حتى أصبحوا، فأصبحت عصا هارون قد اهتز لها ورق أخضر وكانت من شجر اللوز، فقال موسى: يا قارون ترى هذا؟ فقال قارون: والله ما هذا بأعجب مما تصنع من السحر، واعتزل قارون، موسى بأتباعه، وجعل موسى يداريه للقرابة التي بينهما وهو يؤذيه في كل وقت ولا يزيد إلا عتوًا وتجبرًا ومعاداًة لموسى، حتى بنى دارًا وجعل بابها من الذهب، وضرب على جدرانها صفائح الذهب، وكان الملأ من بني إسرائيل يغدون إليه ويروحون فيطعمهم الطعام ويحدثونه ويضاحكونه. قال ابن عباس رضي الله عنهما، فلما نزلت الزكاة على موسى أتاه قارون فصالحه عن كل ألف دينار على دينار، وعن كل ألف درهم على درهم، وعن كل ألف شاة على شاة، وعن كل ألف شيء على شيء، ثم رجع إلى بيته فحسبه فوجده كثيرًا فلم تسمح بذلك نفسه، فجمع بني إسرائيل فقال لهم: يا بني إسرائيل إن موسى قد أمركم بكل شيء فأطعتموه، وهو الآن يريد أن يأخذ أموالكم، فقالوا: أنت كبيرنا فمرنا بما شئت، فقال: آمركم أن تجيئوا بفلانة البغّي، فنجعل لها جُعْلا حتى تقذف موسى بنفسها، فإذا فعلت ذلك خرج بنو إسرائيل عليه ورفضوه، فدعوها فجعل لها قارون ألف درهم، وقيل ألف دينار، وقيل طستًا من ذهب، وقيل: قال لها إني أمولك وأخلطك بنسائي على أن تقذفي موسى بنفسك غدًا إذا حضر بنو إسرائيل، فلما كان من الغد جمع قارون بني إسرائيل ثم أتى موسى فقال: إن بني إسرائيل ينتظرون خروجك فتأمرهم وتنهاهم، فخرج إليهم موسى وهم في براح من الأرض، فقام فقال: يا بني إسرائيل من سرق قطعنا يده، ومن افترى جلدناه ثمانين، ومن زنا وليست له امرأة جلدناه مائة جلدة، ومن زنا وله امرأة رجمناه حتى يموت، فقال له قارون: وإن كنت أنتَ؟ قال: وإن كنت، أنا، قال: فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة قال: ادعوها فإن قالت فهو كما قالت، فلما أن جاءت قال لها موسى: يا فلانة أنا فعلت بك ما يقول هؤلاء؟ وعظَّم عليها، وسألها بالذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة إلا صدقت، فتداركها الله تعالى بالتوفيق فقالت في نفسها: أحدث اليوم توبة أفضل من أن أؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: لا كذبوا ولكن جعل لي قارون جعلا على أن أقذفك بنفسي، فخرَّ موسى ساجدًا يبكي ويقول: اللهم إن كنت، رسولك فاغضبْ لي، فأوحى الله تعالى إليه: إني أمرت، الأرض أن تطيعك، فمرها بما شئت، فقال موسى: يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون فمن كان معه فليثبت مكانه ومن كان معي فليعتزل، فاعتزلوا ولم يبق مع قارون إلا رجلان، ثم قال موسى: يا أرض خذيهم فأخذت الأرض بأقدامهم. وفي رواية: كان على سريره وفرشه فأخذته حتى غيبت سريره ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الركب، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الأوساط، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الأعناق، وقارون وأصحابه في كل ذلك يتضرعون إلى موسى، ويناشده قارون الله والرحم، حتى روي أنه ناشده سبعين مرة وموسى عليه السلام في كل ذلك لا يلتفت إليه لشدة غضبه، ثم قال: يا أرض خذيهم فانطبقت عليهم الأرض، وأوحى الله إلى موسى ما أغلظ قلبك استغاث بك سبعين مرة فلم تغثه، أما وعزتي وجلالي لو استغاث بي مرة لأغثتُه، وفي بعض الآثار: لا أجعل الأرض بعدك طوعًا لأحد. قال قتادة: خسف به فهو يتجلجل في الأرض كل يوم قامة رجل لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة. قال: وأصبحت بنو إسرائيل يتناجون فيما بينهم أن موسى إنما دعا على قارون ليستبد بداره وكنوزه وأمواله فدعا الله تعالى موسى حتى خسف بداره وكنوزه وأمواله الأرض، فذلك قوله عز وجل: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ } { فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ } جماعة، { يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ } يمنعونه من الله، { وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ } الممتنعين مما نزل به من الخسف. { وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) } وهو القائل عن ماله { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } أي: على فضل وخير علمه الله عندي فرآني أهلا لذلك، ففضلني بهذا المال عليكم كما فضلني بغيره. قيل: هو علم الكيمياء، قال سعيد بن المسيب: كان موسى يعلم الكيمياء فعلم يوشع بن نون ثلث ذلك العلم وعلم كالب بن يوقنا ثلثه وعلم قارون ثلثه، فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه وكان ذلك سبب أمواله . وقيل: "على علم عندي" بالتصرف في التجارات والزراعات وأنواع المكاسب. قيل: كان عاملا لفرعون على بني إسرائيل، فكان يبغي عليهم ويظلمهم، وقال قتادة: بغى عليهم بكثرة المال. وقال الضحاك: بغى عليهم بالشرك. وقال شهر بن حوشب: زاد في طول ثيابه شبرا، وروينا عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء" وقيل: بغى عليهم بالكبر والعلو { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ } قال إبراهيم النخعي: خرج هو وقومه في ثياب حمر وصفر، قال ابن زيد: في سبعين ألفا عليهم المعصفرات. [قال مجاهد: علي براذين بيض عليها سرج الأرجوان] قال مقاتل: خرج على بغلة شهباء عليها سرج من ذهب عليه الأرجوان، ومعه أربعة آلاف فارس عليهم وعلى دوابهم الأرجوان، ومعه ثلثمائة جارية بيض عليهن الحلي والثياب الحمر، وهن على البغال الشهب، { قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } من المال. قيل: إن قارون لما خرج على قومه في زينته تلك، وهو راكب على البغال الشّهب، وعليه وعلى خدمه الثياب الأرجوان الصّبغة ، فمر في جَحْفَله ذلك على مجلس نبي الله موسى عليه السلام، وهو يذكرهم بأيام الله. فلما رأى الناس قارون انصرفت وجوه الناس حوله، ينظرون إلى ما هو فيه. فدعاه موسى عليه السلام، وقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا موسى، أما لئن كنت فُضِّلتَ عَلَيَّ بالنبوة، فلقد فضلت عليك بالدنيا، ولئن شئت لتخرجن، فلتدعون عليّ وأدعو عليك. فخرج وخرج قارون في قومه، فقال موسى : تدعو أو أدعو أنا؟ قال: بل أنا أدعو. فدعا قارون فلم يجب له، ثم قال موسى أدعو؟ قال: نعم. فقال موسى: اللهم، مُر الأرض أن تطيعني اليوم. فأوحى الله إليه أني قد فعلت، فقال موسى: يا أرض، خذيهم. فأخذتهم إلى أقدامهم. ثم قال: خذيهم. فأخذتهم إلى ركبهم، ثم إلى مناكبهم. ثم قال: أقبلي بكنوزهم وأموالهم. قال: فأقبلت بها حتى نظروا إليها. ثم أشار موسى بيده فقال: اذهبوا بني لاوى فاستوت بهم الأرض. وعن ابن عباس أنه قال: خُسف بهم إلى الأرض السابعة. وقال قتادة: ذكر لنا أنه يخسف بهم كل يوم قامة، فهم يتجلجلون فيها إلى يوم القيامة. فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) رواية التوراة في قارون ومن بعد هذه الأمور شق قورح - وهو اسم قارون بالعبرانية - بن يصهر بن قاهث بن لاوى ، ودائن وأبيروم ابنا أليب ، وأون بن قلب ابن روبيل العصي ، وقاموا بين يدي موسى ، وقم من بني إسرائيل عددهم مائتان وخمسون رجلاً من رؤساء الجماعة مذكورون مشهورون بأسمائهم أبطال ، هؤلاء أجمعون اجتمعوا إلى موسى وهارون وقالوا لهما : ليس حسبكما أن الجماعة كلها طاهرة وأنتما رئيسان عليها حتى تريدا أن تتعظما على الجماعة كلها - أي يكون هارون هو الكاهن أي متولي أمر القربان والحكم على خدمة قبة الزمان - فسمع موسى ذلك وخر ساجداً على وجهه ، وكلم قورح وجماعته كلها فقال لهم : سيظهر الرب ويبين لمن الكهنوت والرئاسة بكرة ، ومن كان طاهراً فليتقرب إليه . ومن يختار الرب يتقرب؛ ثم أمرهم أن يقربوا قرباناً ثم قال : يا بني لاوي! أما تكتفون بما اختاره الله لكم من كل جماعة بني إسرائيل وقربكم إليه لتعملوا العمل في بيت الرب وقربك أنت وجميع إخوتك معك إلا أن تريدوا الكهنوت أيضاً ، فلذلك أنت وجماعتك كلها احتشدوا بين يدي الرب غداً ، فأما هارون فمن هو حتى صرتم تقعون فيه وتتذمرون عليه ، وأرسل موسى ليدعو دائن وأبيروم ابني أليب فقالا : لا تصعد إليك ، أما تكتفيان بما صنعتما أنكما أخرجتمانا من الأرض التي تغل السمن والعسل لتقتلانا في هذه البرية حتى تعظما علينا وتفخرا ، فأما ما وعدتنا به أنك تدخلنا الأرض التي تغل السمن والعسل فما فعلت ، ولم تعطنا مواريث المزارع والكروم ، فلو عميت أعيننا لم نصعد إليك . فشق ذلك على موسى جداً ، وقال أمام الرب : لا تقبل قرابينهم يا رب لأني لم أظلم منهم رجلاً ولا أسأت إلى أحد منهم ، ثم قال لقورح : اجتمع أنت وأصحابك أمام الرب وهارون معكم بكرة ، وليأخذ كل منكم مجمرته ، وقام موسى وهارون أمام قبة الزمان وجمع قورح الجماعة كلها ، وظهر مجد الرب للجماعة كلها ، وكلم الرب موسى وهارون وقال لهما : تنحيا عن هذه الجماعة فإني مهلكها في ساعة واحدة ، فخرا ساجدين وقالا : اللهم أنت إله أرواح كل ذي لحم ، يجرم رجل واحد فينزل الغضب بالجماعة كلها؟ فكلم الرب موسى وقال له : كلم الجماعة كلها وقل لهم : تنحوا عن خيم دائن وأبيروم وقورح ، تنحوا عن خيم هؤلاء الفجار ، ولا تقربوا شيئاً مما لهم لئلا تعاقبوا ، وقال موسى : بهذه الخلة تعلمون أن الرب أرسلني أن أعمل هذه الأعمال كلها ، ولم أعملها من تلقاء نفسي ، إن مات هؤلاء مثل موت كل إنسان أو نزل بهم الموت مثل ما ينزل بجميع الناس فلم يرسلني الرب ، وإن فتحت الأرض فاها وابتلعتهم وابتلعت كل شيء لهم نزلوا هم وكل شيء لهم إلى الجحيم علمتم أن هؤلاء قد أغضبوا الرب . فلما أكمل موسى قوله هذا انفتحت الأرض من تحتهم ، وفغرت فاها فابتلعتهم وابتلعت خيمهم وجميع مواشيهم فنزلوا إلى الجحم أحياء ، ثم استوت الأرض فوقهم ، وهرب جميع بني إسرائيل حيث سمعوا أصواتهم ورأوا ما قد صنع بهم ، وقالوا : لعل الأرض تبتلعنا أيضاً ، واشتعلت نار من قبل الرب فأحرقت المائتين والخمسين رجلاً الذين كانوا يبخرون البخور ، وتذمر جماعة بني إسرائيل من بعد ذلك اليوم على موسى وهارون فقالوا لهما : أنتما قتلتما جماعة شعب الرب ، فأقبلوا إلى قبة الزمان ورأوا أن السحاب قد تغشى القبة وظهر مجد الرب ، وأتى موسى وهارون فقاما في قبة الزمان ، وكلم الرب موسى وهارون وقال لهما : تنحيا عن هذه الجماعة لأني مهلكها في ساعة واحدة ، فخرا ساجدين على وجوههما ، وقال موسى لهارون : خذ مجمرة بيدك واجعل فيها ناراً وبخوراً ، وانطلق مسرعاً إلى الجماعة واستغفر لهم لأنه قد نزل غضب الرب بالجماعة كلها ، وبدأ موت الفجأة بالشعب ، وأخذ هارون كما أمره موسى فأحضر إلى الجماعة ورأى أن الموت قد بدأ بالشعب ، وبخر بخوراً للرب واستغفر للشعب ، وقام فيما بين الأموات والأحياء ، فكف موت الفجأة عن الشعب ، وكان عدد الذين ماتوا فجأة أربعة عشر ألفاً وسبعمائة رجل غير المخسوف بهم ، ورجع هارون إلى موسى إلى قبة الزمان فكلم الرب موسى وقال له : كلم بني إسرائيل وخذ منهم عصا عصا من كل سبط ، واكتب اسم كل رجل على عصاه ، واكتب اسم هارون على عصا سبط لاوي ، واجعلها في قنة الزمان أمام تابوت الشهادة لأنزل إليكم إلى هناك ، فالرجل الذي أحبه تنضر عصاه ، وأخلصكما من هتار بني إسرائيل وتذمرهم؛ ثم دخل موسى خبأ الشهادة فرأى عصا هارون قد نضرت وأخرجت أغصاناً وأورقت وأثمرت لوزاً ، وأخرج موسى العصي كلها فنظروا إليها ، وقال الرب لموسى : رد قضيب هارون إلى موضع الشهادة واحفظه آية لأبناء المتسخطين ليكف تذمرهم عني ولا يموتوا ، ولا يعمل عمل قبة الزمان غير اللاويين - أي سبط لاوي ، فأما بنو إسرائيل - أي باقيهم - فلا يقتربوا إلى قبة الزمان لئلا يعاقبوا ويموتوا؛ ثم ذكر وفاة هارون عليه السلام في هور الجبل وولاية إليعازر ابنه مكانه أمر الكهنوت -قرية جزي نسبة إلى جزى بن يشجر بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. عزرا في مصر في مجمع البحرين الخطاف والشرب من الماء الغذب0(عصفور نقر ي الماء مكان ليس أكثر منه ماء القول بتوقيت الحدث قبل أم بعد الخروج أقول وباللع التةفيق والله أعلى وأعلم قبل الحروج فموسى وفتاه بوشع في سن الفتوه حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ) ذُكِر أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم لما قطع البحر وأنجاه الله من آل فرعون، جمع بني إسرائيل، فخطبهم فقال: أنتم خير أهل الأرض وأعلمه، قد أهلك الله عدوكم، وأقطعكم البحر، وأنزل عليكم التوراة ، قال: فقيل له: إن ها هنا رجلا هو أعلم منك ، قال: فانطلق هو وفتاه يوشع بن نون يطلبانه، وتزوّدا سمكة مملوحة في مِكتل لهما، وقيل لهما: إذا نسيتما ما معكما لقيتما رجلا عالما يقال له الخضر ، فلما أتيا ذلك المكان، ردّ الله إلى الحوت روحه، فسرب له من الجسر حتى أفضى إلى البحر، ثم سلك فجعل لا يسلك فيه طريقا إلا صار ماء جامدا ، قال: ومضى موسى وفتاه ، يقول الله عز وجل:( فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ )... قصة التابوت يقول الشيخ أبو شهبة رحمه الله: "والذي نقطع به، ويجب الإيمان به: أنه كان في بني إسرائيل تابوت - أي صندوق - من غير بحث في حقيقته، وهيئته، ومن أين جاء، إذ ليس في ذلك خبر صحيح عن المعصوم، وأن هذا التابوت كان فيه مخلفات من مخلفات موسى وهارن - عليهما السلام - مع احتمال أن يكون تعيين ذلك في بعض ما ذكرنا آنفا - مما سبق في البغوي وغيره من روايات - وأن هذا التابوت كان مصدر سكينة وطمأنينة لبني اسرائيل، ولا سيما عند قتالهم عدوهم، وأنه عاد إلى بني إسرائيل، تحمله الملائكة، من غير بحث في الطريق التي حملته بها الملائكة، وبذلك: كان التابوت آية دالة على صدق طالوت في كنه ملكا عليهم أن الله تعالى أنزل تابوتا على آدم فيه صورة الأنبياء عليهم السلام، وكان من عود الشمشاذ نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين، فكان عند آدم إلى أن مات ثم بعد ذلك عند شيث ثم توارثها أولاد آدم إلى أن بلغ إبراهيم، ثم كان عند إسماعيل لأنه كان أكبر ولده ثم عند يعقوب ثم كان في بني إسرائيل إلى أن وصل إلى موسى فكان موسى يضع فيه التوراة ومتاعا من متاعه، فكان عنده إلى أن مات موسى عليه السلام، ثم تداولته أنبياء بني إسرائيل إلى وقت أشمويل وكان فيه ذكر الله تعالى (1) { فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ } اختلفوا في السكينة 42/ب ما هي قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ريح خجوج هفافة لها رأسان ووجه كوجه الإنسان، وعن مجاهد: شيء يشبه الهرة له رأس كرأس الهرة وذنب كذنب الهرة وله جناحان، وقيل له عينان لهما شعاع وجناحان من زمرد وزبرجد فكانوا إذا سمعوا صوته تيقنوا بالنصر وكانوا إذا خرجوا وضعوا التابوت قدامهم فإذا سار ساروا وإذا وقف وقفوا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هي طست من ذهب من الجنة كان يغسل فيه قلوب الأنبياء، وعن وهب بن منبه قال: هي روح من الله يتكلم إذا اختلفوا في شيء تخبرهم ببيان ما يريدون (2) ، وقال عطاء بن أبي رباح: هي ما يعرفون من الآيات فيسكنون إليها، وقال قتادة والكلبي: السكينة فعيلة من السكون أي طمأنينة من ربكم ففي أي مكان كان التابوت اطمأنوا إليه وسكنوا (3) { وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ } يعني موسى وهارون أنفسهما كان فيه لوحان من التوراة ورضاض الألواح التي تكسرت وكان فيه عصا موسى ونعلاه وعمامة هارون وعصاه وقفيز من المن الذي كان ينزل على بني إسرائيل، فكان التابوت عند بني إسرائيل وكانوا إذا اختلفوا في شيء تكلم وحكم بينهم وإذا حضروا القتال قدموه بين أيديهم فيستفتحون به على عدوهم فلما عصوا وفسدوا سلط الله عليهم العمالقة فغلبوهم على التابوت. وكان السبب في ذلك أنه كان لعيلى العالم الذي ربى إشمويل عليه السلام ابنان شابان وكان عيلى حبرهم وصاحب قربانهم فأحدث ابناه في القربان شيئا لم يكن فيه وذلك أنه كان لعيلى منوط القربان الذي كانوا ينوطونه به كلابين، فما أخرجا كان للكاهن الذي ينوطه، فجعل ابناه كلاليب وكان النساء يصلين في بيت المقدس فيتشبثان بهن فأوحى الله تعالى إلى إشمويل عليه السلام انطلق إلى عيلى فقل له منعك حب الولد من أن تزجر ابنيك عن أن يحدثا في قرباني وقدسي وأن يعصياني فلأنزعن الكهانة منك ومن ولدك ولأهلكنك وإياهم، فأخبر إشمويل عيلى بذلك ففزع فزعا شديدا فسار إليهم عدو ممن حولهمفأمر ابنيه أن يخرجا بالناس فيقاتلا ذلك العدو فخرجا وأخرجا معهما التابوت فلما تهيؤوا للقتال جعل عيلى يتوقع الخبر ماذا صنعوا فجاءه رجل وهو قاعد على كرسيه وأخبره أن الناس قد انهزموا وأن ابنيك قد قتلا قال فما فعل التابوت؟ قال ذهب به العدو، فشهق ووقع على قفاه من كرسيه ومات فمرج أمر بني إسرائيل وتفرقوا إلى أن بعث الله طالوت ملكا فسألوه البينة فقال لهم نبيهم: إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت. وكانت قصة التابوت، أن الذين سبوا التابوت أتوا به قرية من قرى فلسطين يقال لها ازدود وجعلوه في بيت صنم لهم، ووضعوه تحت الصنم الأعظم، فأصبحوا من الغد والصنم تحته فأخذوه ووضعوه فوقه وسمروا قدمي الصنم على التابوت فأصبحوا وقد قطعت يد الصنم ورجلاه وأصبح ملقى تحت التابوت وأصبحت أصنامهم منكسة فأخرجوه من بيت الصنم ووضعوه في ناحية من مدينتهم فأخذ أهل تلك الناحية وجع في أعناقهم حتى هلك أكثرهم فقال بعضهم لبعض: أليس قد علمتم أن إله بني إسرائيل لا يقوم له شيء، فأخرجوه إلى قرية كذا فبعث الله على أهل تلك القرية فأرا فكانت الفأرة تبيت مع الرجل فيصبح ميتا قد أكلت ما في جوفه فأخرجوه إلى الصحراء فدفنوه في مخرأة لهم فكان كل من تبرز هناك أخذه الباسور والقولنج فتحيروا، فقالت لهم امرأة كانت عندهم من سبي بني إسرائيل من أولاد الأنبياء لا تزالون ترون ما تكرهون ما دام هذا التابوت فيكم فأخرجوه عنكم، فأتوا بعجلة بإشارة تلك المرأة وحملوا عليها التابوت ثم علقوها على ثورين وضربوا جنوبهما فأقبل الثوران يسيران ووكل الله تعالى بهما أربعة من الملائكة يسوقونهما فأقبلا حتى وقفا على أرض بني إسرائيل فكسرا نيريهما وقطعا حبالهما ووضعا التابوت في أرض فيها حصاد بني إسرائيل ورجعا إلى أرضهما فلم يرع بني إسرائيل إلا بالتابوت فكبروا وحمدوا الله (1) فذلك قوله تعالى { تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ } أي تسوقه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: جاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت، وقال الحسن: كان التابوت مع الملائكة في السماء فلما ولي طالوت الملك حملته الملائكة ووضعته بينهم، وقال قتادة بل كان التابوت في التيه خلفه موسى عند يوشع بن نون فبقي هناك فحملته الملائكة حتى وضعته في دار طالوت فأقروا بملكه { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } لعبرة { لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن التابوت وعصا موسى في بحيرة طبرية وأنهما يخرجان قبل يوم القيامة (1) . في نوف وطوى وبرعمسيس ودعاء موسى على فرعون وقومه وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89) وقال السدي : مسخ الله الثمار والنخل والأطعمة حجارة . وقال شيخنا أبو عبد الله محمد بن سليمان المقدسي عرف بابن النقيب وهو جامع كتاب التحرير والتحبير في هذا الكتاب : أخبرني جماعة من الصالحين كان شغلهم السياحة أنهم عاينوا بجبال مصر وبراريها حجارة على هيئة الدنانير والدراهم ، وفيها آثار النقش ، وعلى هيئة الفلوس ، وعلى هيئة البطيخ العبد لاويّ ، وهيئة البطيخ الأخضر ، وعلى هيئة الخيار ، وعلى هيئة القثاء ، وحجارة مطولة رقيقة معوجة على هيئة النقوش ، وربما رأوا على صورة الشجر . واشدد على قلوبهم : وقال ابن عباس ومقاتل والفراء والزجاج اطبع عليها وامنعها من الإيمان . وقال ابن عباس أيضاً والضحاك : أهلكهم كفاراً . وقال مجاهد : اشدد عليها بالضلالة . وقال ابن قتيبة : قس قلوبهم . وقال ابن بحر : اشدد عليها بالموت . وقال الكرماني : أي لا يجدوا سلواً عن أموالهم ، ولا صبراً على ذهابها . وقرأ الشعبي وفرقة : اطمُس بضم الميم ، وهي لغة مشهورة . في قبة الزمان وكانت هذه القبة تنصب في مكان من الأرض وينزل بنو لاوي سبط موسى عليه الصلاة والسلام وهارون حولها يخدمونها بين يدي هارون عليه الصلاة والسلام وبنيه ، ومن دنا منها من غيرهم احترق ، وينزل أسباط بني إسرائيل حول بني لاوي ، لكل سبط منزلة لا يتعداها من شرقها وغربها وجنوبها وشمالها ، كل ذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى لموسى عليه الصلاة والسلام؛ وكان السحاب يغشاها بالنهار ، وكان النار تضيء عليها بالليل وتزهر ، فما دام السحاب مجللاً لها فهم مقيمون ، فإذا ارتفع عنها كان إذناً في سفرهم . في التاريخ والتأريخ للأحداث آل عمران فقد اختلفوا فيه ، فمنهم من قال المراد عمران والد موسى وهارون ، وهو عمران( بن يصهر) بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، فيكون المراد من آل عمران موسى وهارون وأتباعهما من الأنبياء ، ومنهم من قال { وآل عمران على العالمين } هو عمران بن ماثان جد عيسى عليه السلام من قبل الأم فيكون المراد : عمران بن ماثان والد مريم ، وكان هو من نسل سليمان بن داود بن إيشا ، وكانوا من نسل يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ، قالوا وبين العمرانين ألف وثمانمائة سنة(أرى زيادة ثلثمائة عام) نفس خللل الحساب التوراتي بتحديد بناء الهيكل بالغام 480 للخروج وفي اسمائهم من التوارة في السفر الرابع من التوراة : إن الرب تبارك اسمه كلم موسى النبي في جبل سينا وفي قبة الأمد في أول يوم من الشهر الثاني في السنة الثانية لخروج بني إسرائيل من مصر وقال الله : احص عدد جماعة بني إسرائيل كلها في قبائلهم . كل ذكر من أبناء عشرين سنة إلى فوق ، كل من يخرج في الحرب ، وأحصهم أنت وأخوك هارون ، وليكن معكما من كل سبط رجل ويكون الرجل رئيساً في بيته ، ثم بين بعد ذلك أن كل رجل منهم يكون قائد جماعته ، ينزلون بنزوله حول قبة الزمان ويرحلون برحيله ، ويطيعونه فيما يأمر به ، ففعل موسى وهارون ما أمرهما الله به وانتدبوا اثني عشررجلاً كما أمر الله ، فمن سبط روبيل : إليصور بن شداور ، ومن سبط شمعون : سلوميل بن صور يشدي ، ومن سبط يهودا : نحسون بن عمينا ذاب ، ومن سبط إيشاخار : نتنائيل بن ضوغر ، ومن سبط زابلون : أليب بن حيلون ، ومن سبط يوسف من آل إفرائيم : إليسمع بن عميهوذ . ومن سبط منشا : جماليال بن فداهصور - قلت : ومنشا هو ابن يوسف وهو أخو إفرائيم - ومن سبط بنيامين : أبيذان بن جدعوني ، ومن سبط دان : أخيعزر بن عميشدي ، ومن سبط آشير : فجعائيل بن عخرن ، ومن سبط جاد : إليساف بن دعوائيل ، ومن سبط نفتالي : أخيراع ابن عينان؛ وسبط لاوي هم سبط موسى وهارون عليهما السلام لم يذكروا لأنهم كانوا لحفظ قبة الزمان ، فموسى وهارون عليهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم على قومه - كما سيأتي ، والمرة الثانية كانت ليجسّوا أمر بيت المقدس ، قال في أثناء هذا السفر : وكلم الرب موسى وقال له : أرسل قوماً يجسون الأرض التي أعطى بني إسرائيل ، وليكون الذين ترسل رجلاً من كل سبط من رؤساء آبائهم ، فأرسلهم موسى من برية فاران عن قول الرب ، رجالاً من رؤساء بني إسرائيل ، وهذه أسماءهم من سبط روبيل : ساموع بن ذكور ، ومن سبط شمعون : سافاط بن حوري ، ومن سبط يهودا : كالاب بن يوفنا ، ومن سبط إيشاخار : إجال بن يوسف ، ومن سبط إفرائيم : هو ساع بن نون ، ومن سبط بنيامين : فلطي بن رافو ، ومن سبط زابلون : جدي إيل بن سودي ، ومن سبط يوسف من سبط منشا : جدي بن سوسي ، ومن سبط دان : عميال بن جملي ، ومن سبط آشير : ساتور بن ميخائيل ، ومن سبط نفتالي : نجني بن وفسي ، ومن سبط جاد : جوائل بن ماخي؛ هؤلاء الذين أرسلهم وتقدم إليهم بالوصية . وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) { هدى } أي شيء موضح للمقاصد { ورحمة } أي سبب للإكرام { للذين هم لربهم } أي لا لغيره { يرهبون* } أي هم أهل لأن يخافوا خوفاً عظيماً مقطعاً للقلوب موجباً للهرب ويستمرون على ذلك . شرح ما في هذه الآيات من عند قوله { سأوريكم دار الفاسقين } من البدائع من التوراة - قال المترجم في السفر الخامس منها بعد أن بكتهم ببعض ما فعلوه مما أوجب لهم الغضب والعقوبة بالتيه وحثهم على لزوم أمر الله لينصرهم : وأما الوصايا التي آمركم بها اليوم فاحفظوها واعملوا بها لتحيوا وتكثروا وترثوا الأرض التي أقسم الله لآبائكم فتذكروا كل الطريق الذي سيركم الله ربكم فيه ، ودبركم منذ أربعين سنة في البرية ليواضعكم ويجربكم وليعلم ما في قلوبكم هل تحفظون وصاياه أم لا ، فواضعكم وأجاعكم وأطعمكم منّاً لم تعرفوه أنتم ولا آباؤكم ليبين لكم أنه ليس إنما يعيش الإنسان بالخبز فقط ، بل إنما يعيش بما يخرج من فم الله ، ولم تبل ثيابكم ولم تجف أقدامكم منذ أربعين سنة ، احفظوا وصايا الله ربكم وسيروا في طرقة واتقوه ، لأن الله ربكم هو الذي يدخلكم إلى الأرض المخصبة ، أرض كثيرة الأدوية والينابيع والعيون التي تجري في الصحارى والجبال ، أرض الحنطة والشعير ، فيها الكروم والتين والرمان والزيتون والدهن والعسل ، أرض لاتحتاجون فيها ولا تأكلون خبزكم بالفقر ، ولا يعوزكم فيها شيء ، أرض حجارتها حديد تستخرجون النحاس من جبالها ، فاحتفظوا ، لا تنسوا الله ربكم ، واحفظوا وصاياه وشرائعه التي آمركم بها اليوم ، لا تبطروا ، فإذا أكلتم وشبعتم وبنيتم بيوتاً وسكنتموها وكثر غنمكم وبقركم وكثرت أموالكم فتعظم قلوبكم وتنسوا الله ربكم الذي أخرجكم من أرض مصر وأنقذكم من العبودية ودبركم في البرية المرهوبة العظيمة حيث الحيات الحردات والعقارب وفي مواضع العطش وحيث لم يكن لكم ماء ، أخرج لكم من ماء الظران ، وأطعمكم منّاً لم يعرفه آبائكم ليواضعكم ويجربكم ويحسن إليكم آخر ذلك ، وانظروا ، لا تقولوا في قلوبكم إنا إنما استفدنا هذه الأموال بقوتنا وعزة قلوبنا ، ولكن اذكروا الله ربكم الذي قواكم أن تستفيدوا هذه الأموال ليثبت العهد الذي أقسم لآبائكم ، وإن أنتم نسيتم الله ربكم وتبعتم آلهة أخرى وعبدتموها وسجدتم لها أشهدت عليكم اليوم فأعلمتكم أنكم تهلكون هلاك سوء ، كما أهلكت الشعوب التي أباد الرب بين أيديكم كذلك تهلكون ، اسمعوا يا بني إسرائيل! بل أنتم تجوزون اليوم نهر الأردن وتنطلقون لتمتلكوا الشعوب التي هي أقوى وأعظم منكم وتظفروا بالقرى الكبار المشيدة إلى السماء وبشعب كبير عظيم بني الجبابرة ، وقد علمتم وسمعتم أنه ما يقدر إنسان أن يقوم بين يدي الجبابرة ، وتعلمون يومكم هذا أن الله ربكم يجوز أمامكم وهو نار محرقة ، وهو يهلكهم ويهزمهم أمامكم ، ولا تقولوا في قلوبكم إنه إنما أدخلنا الرب ليرث هذه الأرض من أجل برنا ، لأنه إنما يهلك الرب هذه الشعوب من أجل خطاياهم ، وليثبت الأقوال التي وعد بها آباءكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، فاعلموا أنه ليس من أجل بركم يورثكم الله هذه الأرض المخصبة ، لأنكم صلاب الرقاب ، اذكروا ولا تنسوا أنكم أسخطتم الله ربكم في البرية منذ يوم خرجتم من أرض مصر حتى انتهيتم إلى هذه البلاد ، ولم تزالوا مسخطين لله ربكم ونحوريت أيضاً أغضبتم الرب ، وغضب الرب عليكم وأراد هلاككم حيث صعدت إلى الجبل وأخذت لوحي العهد الذي عاهدكم الرب ، ومكثت في الجبل أربعين يوماً بلياليها لم أذق خبزاً ولم أشرب ماء ، وأعطاني الرب لوحين من حجارة مكتوب عليهما بأصبع الله ، وكانت كل الآيات التي كلمكم الرب بها من الجبل يوم الجمعة ومن بعد الأربعين ، وأعطاني لوحي العهد ، قال لي الرب : قم فانزل من هاهنا سريعاً ، لأن شعبك الذي أخرجته من أرض مصر قد فسدوا ومالوا عن الطريق الذي أمرتهم عاجلاً ، وعملوا لهم إلهاً مسبوكاً ، وقال لي الرب : رأيت هذا الشعب فإذا هو شعب قاسي القلب ، فدعني الآن حتى أهلكهم وأبيد أسماءهم من تحت السماء وأصيرك مدبراً لشعب أعظم وأعز منهم ، وأقبلت فنزلت من الجبل والجبل يشتعل ناراً ولوحا العهد بيدي ، ورأيت أنكم أذنبتم أمام الله ربكم سريعاً ، وعمدت إلى لوحي الحجارة فرميت بهما من يدي وكسرتهما قدامكم ، وصليت أمام الرب كما صليت أولاً أربعين يوماً بلياليها ، لم أذق طعاماً ولم أشرب شراباً من أجل جميع الخطايا التي ارتكبتم وما عملتم من الشر بين يدي الرب وأغضبتموه : لأني فرقت وخفت غضب الله وزجره أنه أراد إهلاككم ، واستجاب الله لي في ذلك الزمان ، وأما عجل خطاياكم الذي عملتموه فأخذته وأحرقته بالنار وسحقته وطحنته جداً حتى صار مثل التراب وطرحت ترابه في الوادي الذي ينزل في الجبل ، وبالحريق والبلايا وبقبور أصحاب الشهوة ، أغضبتم الرب ، وإذ أرسلكم ربكم من رقام الحي وقال لكم : اصعدوا ورثوا الأرض التي أعطيكم ، اجتنبتم قول الرب وأغضبتموه ولم تؤمنوا به ولم تسمعوا قوله ، ولم تزالوا لله مسخطين منذ يوم عرفتكم ، وصليت أمام الرب أربعين يوماً بلياليها ، لأن الرب أمر بهلاككم ، وقلت في صلاتي ، يارب! لا تهلك شعبك وميراثك الذي خلصته بعظمتك وأخرجتهم من أرض مصر بيد عزيزة ، ولكن اذكر عبيدك إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، ولا تنظر إلى معصية هذا الشعب وإثمه وخطاياه ، لئلا يقول سكان تلك الأرض التي أخرجتهم منها : إن الرب لم يقو أن يدخلهم الأرض التي قال لهم ، وإنما أخرجهم من عندنا لبغضه لهم ليضلهم في البرية ، وهو شعبك وميراثك الذي أخرجتهم بقوتك العظيمة وذراعك العزيزة ، فقال لي الرب في ذلك الزمان أن أنقر لوحين من حجارة مثل اللوحين الأولين واصعد إلى الجبل إليّ واعمل تابوتاً من خشب الشمشاد - وفي نسخة : السنط - ونقرت اللوحين من الحجارة مثل اللوحين الأولين وصعدت إلى الجبل واللوحان في يدي ، وكتب على اللوحين الكتاب الأول ، وهي العشر الآيات التي كلمكم الرب بها من الجبل من النار يوم الجماعة ، ودفعها الرب إليّ فأقبلت نازلاً من الجبل ووضعت اللوحين في التابوت الذي عملت وتركتهما فيه كما فيه أمر الرب ، وارتحل بنو إسرائيل من ثروات بني يعقان وموسار ، وتوفي هارون هناك ، وصار أليعازر ابنه حبراً مكانه ، وارتحلوا من هناك إلى جدجد ، ومن جدجد إلى يطبت أرض مسايل الماء ، في ذلك الزمان أفرز الرب سبط لاوي ليحملوا تابوت عهد الرب ، وأن يقوموا أمام الرب ويخدموه وأن يبركوا باسم الرب إلى اليوم ، ولذلك ليس لبني لاوي حصة مع بني إسرائيل في ميراثهم ، لأن ميراثهم لله ربهم كما قال لهم ، وأنا قمت بين يدي الرب في الجبل مثل الأيام الأولى أربعين يوماً بلياليها ، واستجاب لي الرب في ذلك الزمان أيضاً ، ولم يخذلكم الله ربكم ولم يفسدكم ، وقال لي الرب : قم فارتحل وسر أمام الشعب ليدخلوا ويرثوا الأرض التي أقسمت لآبائهم أن أعطيهم ، والآن يابني إسرائيل ما الذي يطلب الله ربكم منكم! ما يطلب الآن إلا أن تتقوا الله ربكم من كل قلوبكم وتسيروا في طرقه وتحبوه ، وأن تعبدوا الله ربكم من كل قلوبكم وأنفسكم ، وأن تحفظوا وصايا الله ربكم التي آمركم بها اليوم ليحسن إليكم لأن السماء وسماء السماء هما لله ربكم والأرض وجميع ما فيها ، وبآبائكم وحدهم سر الرب وأحبهم وانتخب نسلهم من بعدهم وفضلهم على جميع الشعوب كاليوم ، اختتنوا غلفة قلوبكم ، ولا تقسوا رقابكم أيضاً ، لأن الله ربكم هو إله الآلهة ورب الأرباب ، إله عظيم جبار مرهوب لا يحابي ولا يرتشي ، ينصف للأيتام والأرامل ، ويحب الذي يقبل إليه برزقه طعاماً وكسوة ، فأحبوا الذين يقبلون إليه واذكروا أنكم كنتم سكاناً بأرض مصر ، فاتقوا الله ربكم واتبعوه واعبدوه وأقسموا باسمه ، لأنه إلهكم ومريحكم ، وهو الذي أكمل لديكم العجائب التي رأت أعينكم ، واعلموا أنه إنما أنزل آبائكم إلى مصر سبعين رجلاً ، والآن فقد كثركم الله ربكم مثل نجوم السماء ، أحبوا الله ربكم واحفظوا سننه وأحكامه كل الأيام ، واعلموا يومكم هذا أنه ليس لبنيكم الذين لم يعاينوا ولم يعلموا ما رب الرب وعظمته ويده المنيعة وذراعه العظيمة وآياته وأعماله التي عمل بمصر وبفرعون ملك مصر وكل أرضه وما صنع بأجناد ملك مصر وما فعل بالخيل والمراكب وفرسانها الذين قلب عليهم ماء بحر سوف حيث خرجوا في طلبكم وأهلكهم الرب إلى اليوم وجميع ما صنع بكم في البرية حيث انتهيتم إلى هذه البلاد وما صنع بداثان وأبيرم ابني أليب بن روبيل اللذين فتحت الأرض فاها وابتلعتهما وبيتهما ، وخيامهم وكل شيء هو لهم إذ كانوا قياماً على أرجلهم بين يدي جميع بني إسرائيل ، ولكن قد رأت أعينكم جميع أعمال الله العظيمة التي عمل ، فاحفظوا جميع الوصايا التي أمركم الله بها اليوم لتدخلوا الأرض التي تجوزون إليها لترثوها وتطول أعماركم في الأرض التي أقسم الله لآبائكم أن يعطيهم ويرثها نسلهم نهاية موسى عليه السلام بني لاوي الذين يحملون تابوت عهد الرب وإلى جميع أشياخ بني إسرائيل؛ ثم قال : وكلم الرب موسى في ذلك اليوم وقال له : اصعد إلى جبل العبرانيين هذا جبل نابو الذي في أرض موآب حيال يريحا وانظر إلى أرض كنعان التي أعطى بني إسرائيل ميراثاً ، ولتتوفّ هناك في الجبل الذي تصعد إليه واجتمع إلى آبائك ، كما توفي أخوك هارون في الجبل وصار إلى قومه ، ثم قال في آخر هذا السفر وهو آخر التوراة : فطلع موسى من عربوب - وفي نسخة : من بيداء موآب - إلى جبل نبو إلى رأس الأكمة التي قبالة وجه إريحا ، وأراه الله جميع جلعد إلى دان وجميع أرض نفتالي وجميع أرض إفرائيم ومنشا ، وجميع أرض يهودا إلى آخر البحر والبرية وما حول بقعة بلد إريحا مدينة النخل إلى صاغر ، فقال الرب لموسى : إن هذه هي في الأرض التي أقسمت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب وقلت : إني لنسلكم أعطيها ، قد أريتكها بعينيك ، فأما أنت فما تدخلها ، وقضى عبدالله موسى بأرض موآب بأمر الرب ، فدفن - يعني في أرض موآب - حذاء بيت فاغور ، ولم يعرف أحد أين قضى إلى يومنا هذا ، وكان موسى وقت قضى ابن مائة وعشرين سنة ، لم يضعف بصره ولم يشخ جداً؛ فناح بنو إسرائيل على موسى بعربوب - وفي نسخه : في بيداء موآب - ثلاثين يوماً ، وتمت أيام بكاء مأتم موسى؛ وامتلأ يشوع بن نون روَح الحكمة ، لأن موسى وضع عليه يده ، وأطاع له بنو إسرائيل وامتثلوا ما أمر الرب به موسى - انتهى ما أردته من أخبار التيه وما يتصل بذلك من مساواتهم لجميع الناس في العذاب بالمعاصي والإلطاف بالطاعات ، الهادم لكونهم أبناء وأحباء . ثبت الأسماء وأم موسى لوحا بنت هاند بن لاوي بن يعقوب وقيل اسمها أيارخا وقيل أيا خت فيما ذكر السهيلي وقال الثعلبي : يوشَعُ بنُ نونِ بنِ أفرائيم بن يوسف عليهما السلام(فتى موسى) جزي بن يشجر بن لاوي سورة القصص { فالتَقَطَهُ آلُ فِرعوَنَ } " 8 " : اسم الملتقط طابوث . وقيل : هي امرأة فرعون . وقيل : ابنته . أخرج ذلك ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن الجبلي . { وَقالَت اِمرَأَةُ فِرعَونَ } " 9 " : اسمها آسية بنت مزاحم . أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر . { أُمِّ موسى } " 10 " : يوحانذ بنت بصير بن لاوي . وقيل : ياوخا . وقيل : بارخت . { قالَت لأُِختِهِ } " 11 " : قال ابن عساكر : اسمها مريم وقيل : كلثوم . { وَدَخَلَ المَدينَةَ } " 15 " : هي منف من أرض مصر . أخرجه ابن أبي حاتم عن السدي . { عَلى حِينِ غَفلَةٍ } " 15 " قال ابن عباس وابن جبير وقتادة : نصف النهار . وأخرج ذلك ابن ابي حاتم . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : ما بين المغرب والعشاء . { فَوَجَدَ فيها رَجُلينِ يَقتَتلانِ } " 15 " : الإسرائيلي هو السامري والقبطي اسمه فاتون . حكاه الزمخشري . { وَجاءَ رَجلٌ مِن أَقصى المَدينَةِ } " 20 " قال الضحاك : هو مؤمن آل فرعون . وقال شعيب الجبائي : اسمعه شمعون . وقال ابن إسحاق : سمعان . أخرجهما ابن أبي حاتم . قال السهيلي : وشمعان أصح ما قيل فيه . وفي تاريخ الطبراني : أن اسمه حير . وقيل : حبيب . وقيل : حزقيل . { وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ اِمرأَتَينِ تَذُودَانِ } " 23 " : هما : ليا وصفوريا وهي التي نكحها . أخرجه ابن جرير عن شعيب الجبائي . قال : وقيل : شرفا وأبوهما شعيب عند الأكثر . أخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس : أنه بلغه أن شعيبا هو الذي قص عليه موسى القصص . وأخرج عن الحسن قال : يقولون شعيب ولكنه سيد الماء يومئذ . وأخرج عن أبي عبيدة قال : هو ثيرون ابن أخي شعيب . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس : أن اسمه يثربى . { ثُمَّ تَولَّى إِلى الظِّلِّ } " 24 " : هو ظل سمرة . أخرجه ابن جرير عن ابن مسعود . { فَأَغرَقناهُم في اليَمِّ } قيل : هو بحر يسمى أسافا من وراء مصر .مفحمات الأقران في مبهمات القران من أسماء بني اسرائيل المصرية العبرية منها ماهو ذو أصل عبري ملحق ب إيل (الله ) كا (اسرائيل ) عبدالله (يعقوب) أبوهم جميعا ومنها ما ألحق ب إيلي بمعنى رباني حرف في العصور المعاصرة لعلي فنجد كل مقام لا يعرف له صاحب كان يسمى من قبل بإيلي في مصر يسميه العامة اليوم سيدي علي من الملحقات بالأسماء المصرية سا بمعنى( ابن) وسات( بنت) وكا (روح )وبا (نفس) و هكذا ك(دا) (وا ) وها وعا وجر وحر و مر ونو وحور ويم ومو و....... وهذه نماذج من أسماء بني اسرائيل في مصر أهما إمري (عمري وعمرام و هوبالعربية عمران والد موسى وهارون ومريم) وموسى (ابن الماء) و هارون و مريم (مر جميلة ويم نهر) (يوكابد وأيارخت ) أم موسى(ربما تكون مدفونه مع زوجها بمسجد العامر بالله) و يصهروقورح (قارون المنور )و(نافج وذكري) و(ناداب وأبيهو والعازار وإيثمار ) وحبرون وعزيائيل و جرشوم بن موسى ومن أسماء رؤساء بني إسرائيل التي حملوها من مصر وخرجوا بها وتركوا مسمياتهم على المحلات التي سكنوها بمصر وخجروها وأعاد تعمير بعدها المصريين واستمرت تحمل نفس المسميات أوقريبة منها مع الزمن وصارت مركز الايمان بالله في مصر وخاصة بمنطقة نوف وجنوب الدلتا كمثال من سبط روبيل : ساموع بن ذكور ، ومن سبط شمعون : سافاط بن حوري ، ومن سبط يهوذا : كالاب بن يوقنا ، ومن سبط إيشاخار : إجال بن يوسف ، ومن سبط إفرايم : هو ساع بن نون ، ومن سبط بنيامين : فلطي بن رافو ، ومن سبط زابلون : جدي إيل بن سودي ، ومن سبط يوسف من سبط منشا : جدي بن سوسي ، ومن سبط دان : عميال بن جملي ، ومن سبط آشير : ساتور بن ميخائيل ، ومن سبط نفتالي : نجني بن وفسي ، ومن سبط جاد : جوائل بن ماخي؛ هؤلاء بطن البقرة بالقناطر اليوم في سفر ( تثنية ) في الإصحاج 21 أنه «إذا وجد قتيل لا يعلم قاتله فإن أقرب القرى إلى موقع القتيل يخرج شيوخها ويخرجون عجلة من البقر لم يحرث عليها ولم تنجُر بالنير فيأتون بها إلى واد دائم السيلان لم يحرث ولم يزرع ويقطعون عنقها هنالك ويتقدم الكهنة من بني لاوى فيغسل شيوخ تلك القرية أيديهم على العجلة في الوادي ويقولون لم تسفك أيدينا هذا الدم ولم تبصر أعيننا سافكه فيغفر لهم الدم» اه . هكذا ذكرت القصة بإجمال أضاع المقصود وأبهم الغرض من هذا الذبح أهو إضاعة ذلك الدم باطلاً أم هو عند تعذر معرفة المتهم بالقتل؟ وكيفما كان فهذه بقرة مشروعة عند كل قتل نفس جُهل قاتلها وهي المشار إليها هنا ، ثم كان ما حدث من قتل القتيل الذي قتله أبناء عمه وجاءوا مظهرين المطالبة بدمه وكانت تلك النازلة نزلت في يوم ذبح البقرة فأمرهم الله بأن يضربوا القتيل ببعض تلك البقرة التي شأنها أن تذبح عند جهل قاتل نفس . 4 وبذلك يظهر وجه ذكرهما قصتين وقد أجمل القرآن ذكر القصتين لأن موضع التذكير والعبرة منهما هو ما حدث في خلالهما لا تفصيل الوقائع فكانت القصة الأولى تشريعاً سيق ذكره لما قارنه من تلقيهم الأمر بكثرة السؤال الدال على ضعف الفهم للشريعة وعلى تطلب أشياء لا ينبغي أن يظن اهتمام التشريع بها ، وكانت القصة الثانية منة عليهم بآية من آيات الله ومعجزة من معجزات رسولهم بينها الله لهم ليزدادوا إيماناً الخلاصة مقامات الأسباط وذرياتهم في وادي السدير برأس الدلتا(منطقة نوف مابين منف ومانوف) من القناطر للبحر الفرعوني شمالاحسب نظرية عبدالعظيم المسلم تعيين موضع بني اسرائيل في مصر على ضفاف اليم وتصحيح مسار الخروج 1-مكان دفن النبي يوسف لمدة 300عام بمصر (ضريح هلالي بأرض شاهين قبالة دروة أشمون)وضريح العجوز نضرية التي دلت موسى عليه)فيكون التابوت المرمر اسفله 2- مكان دفن افرايم بن يوسف الصديق(سيدي ابراهيم) بعزبة سيدي ابراهيم على جسر فرع رشيد الشرقي قبالة القطا 3-مكان دفن لاوي بن يعقوب (مقام المنوفي بعزبة السعد بالبرانية) لافي ليفي نوفي منوفي 4- نفتالي (العجمي بطليا) 5-شمعون (أسفل مكان دفن أحمد أبومدين بأشمون)إشتقاق شمون من شمعون 6- دان (مقام ......) بسمادون(سا ما دن ) 7- يهوذا (أسفل مقام الشيخ علي بساقية أبوشعرة ) الذي يغضب فيقف شعره ويقطر دما 8- مقام منسي بن يوسف الصديق (أسفل مقام أبوالليف بمونسى أشمون) 9- سبك العبيد (سبك الأحد اليوم) محلة لبني اسرائيل ومجاورتها حلة سبك 10- عمران بن قاهت بن لاوي (أسفل مسجد العامر بالله بمنيل العروس 11-مكان دار يوكابد أم موسى (أسفل مقام الشيخ منصور بالقرب من مقابر منيل العروس 12- اسيا بنت مزاحم (أسفل ضريح الست السبعة بدرب الطواحين بالخور) وحجر صلبها أمام مقام عبدالواسع المغربي 13-مقام الماشطة (أسفل مقام الست حريرة بسنتريس) 14- مجمع البحرين بير شمس ومكان لقاء الخضر بالخضرة وقرية الغلام جروان وقرية الجدار قرية مسجد الخضر وكلها بالباجور ومكان فراق موسى والخضر علامته مقام سيدي عبدالسلام مابين بقيرة ومسجد الخضر قبالة بنها من كفر الجزار على الشط الغربي لفرع دمياط 15- إمتداد مدينة برعمسيس العاصمة الصيفية المفقودة لمصر زمن رمسيس الثاني تمتد من رأس الدلتا القديم لتشمل ماهو اليوم عزبة الرمل وقرية البرانية والخور وكفر عون التي هي مسقط رأس فرعون وحتى كوم وسيم(أبشاتي) وطليا والكوم الأحمر ومخازنها في المسافة الواقعة مابين البرانية والحلوصي (حوالي 1500فدان) بينما مخازن فيثوم مكانها ببرهيم منوف وأخر استعمال لها كمقامير الفول 16-أرض جاسان هي أرض جيزان هي الجيزة اليوم في المسافة الممتدة من أبوصير شمال منف حتى رأس الدلتاعلى امتداد اليم الذي هو اليوم مصرف الرهاوي حتى قرية الكوادي أشمون وصوعن اليوم مركزها حوض صحن المدينة بعزبة الرمل أقصى جنوب برعمسيس وهناك جزيرة الظلمات حيث خسف دار قارون بالقرب من مقام لاوي 17-سفط موسى الطفل(التابوت بشنوايه بضريح الوليد الخالد)مايعرف اليوم مقام بخالد بن الوليد 18- بوهه نسبة إلى بيهو ابن هارون بن عمران(مقام سليمان الحكيم ببوهه) 19- وحيث مقام سيدي علي (ايلي جدي )بمنيل جويدة (تل الجدي) سبط جاد بن يعقوب وحمل لقب جدي من رؤساء بني اسرائيل من سبط زابلون : جدي إيل بن سودي ، ومن سبط يوسف من سبط منشا : جدي بن سوسي وبجانب من عاش منهم بمنيل جويدة جاورهم بعض أبناء لاوي ب(الحلواصي) (حا لاوي سا) فصارت الحالوسا وخفت بالحلوصة واليوم هي الحلواصي 20-مسار اليم من نهياللرهاوي لمنيل العروس للكوادي شرقا وغربه الغنامية والرمل للبرانية حيث الساحل والافتراق فرقتين نحوالغرب صوب عزبة سيدي ابراهيم فبركة مصطفى حسن والبحر الناشف وبركة عبدالمنعم خليل والالتحام بفرع رشيد والفرقة الشرقية حيث اليم والساحل (حيث رسى التابوت بفرضة مستقى جواري مرة فرعون) واضعا الخور غربا وبوهه شرقا فأبورقبه فقورص فسهواج على الضفة الجنوبية وشنوايه(حيث حفظ الزمن التابوت) على الضفة الغربية فالتقاء بمجمع البحرين وافتراق للشرق قبالة كفر الحما الحوالة والاتجاه شرقا مرورا بالقليوبية والأسماعيلية للبحيرات المرة فيما يعرف ببحر سوف أويم الملح والبوص حيث غرق فرعون وفي نهايته حيث نسف عجل السامري وبداية أرض التيه بسيناء 21- وفي قورص وكفرها التي كانت كفر حورس(محورة عن حوري فحورس استبدلت الياء تخفيفا بالسين اللزمة الاغريقية)و كان يسكن بهامن سبط شمعون حوري أبو سافاط من رؤساء اسرائيل وهي جنوب سبك العبيد ومحلة سبك فضل منطقة نوف على العالم نوف وما حولها مابين منف ومانوف المنطقة المقدسة الرابعة عند أهل الدين السماوي والتي ظلت مجهولة لأكثر من ثلاثة آلاف سنة وأميط عنها اللثام بأمر الله على يد شخصي الضعيف و كانت بيوت بني اسرائيل بمصر فيها أول قبلة تتخذ للمؤمنين و لم تعبد فيها الأصنام منذ غرق فرعون وحتى تقوم الساعة بإذن الله وطمس فيها على أموال فرعون ومدينته برعمسيس التي كانت الأنهار تجري من تحتها وبالبحث في المنطقة ومسمياتها وأحواضها الزراعية يمكننا الاستدلال على بقية محلات الأسباط وبنيهم بالمنطقة من منف لنوف لمانوف ثم انتشرت المسميات مع الزمن بربوع مصر ونقلت معهم للشام فتجد بلبنان أشمون وبفلسطين البرانية و..........مالا يحصى من التكرر للأصول التي بنوف والمحتفظة بالتراث والعادات والتقاليد وزراعة الأشجار العتيقة من السنط والسدر والجميز والمقامات التي في معظمها للأسباط وأبنائهم ووفي اسماء المدن والقرى والأحواض الزراعية ولازالت العادات والاحتفالات بعيد الفصح بشنويه وماحولها بمنطقة نوف ومن سليمان الحكيم ببوهه للوليد الخال بشنويه يحتفل بعيد الفصح يوم شم النسيم بنفس العادات ويتندرون بأن جدود بعض من اليهود في الكوادي وبوهه وشنويه وتسمع منهم أنهم يهود البر الشرقي حتى اليوم حينما يفجروا في الخصومة وتظل ذكرى الموالد لم يغيرها الزمن كما احتفلوا بموالد ألهة المصريين وميلاد موسى وذكرى قتل الأطفال و....عادات موروثة بالمكان لم يقضي عليها اعتناق المصريين للمسيحية بعد اليهودية ومن بعدهما الإسلام وكسرت الأصنام ولم تعبد بنوف وظلت المنطقة مركز الايمان بمصر ومنبع الثروات والاحتفاظ بأقدس المقدسات فبها كانت بيوت بني اسرائيل قبلة وكلم الله فيها نبيه موسى وبها ولد وأخيه هارون ومن قبل عاش عليها يعقوب والأسباط ولمدة ثلثمائة عام كانت مثوى جثمان نبي الله يوسف ولاضير أن قدمت فرعون فلقد شرفت أيضا بموسى فهي المنطقة المقدسة الرابعة في الأرض كأول قبلة بعدها كان القدس ثم مكة والمدينة وبالصبر بإذن الله نتوصل لمحلات ليست ببعيدة سكنها رأوبين ويساكروزبلون وبنيامين وأشير وطريق اليم إلى بر عمسيس بإذن الله موصول عبدالعظيم المسلم فجر الأربعاء 22سبتمبر2011


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق