الاثنين، ٢٠ أكتوبر ٢٠٠٨

إقرأ كتابك

كان لي شيخ يحفظنا القرآن في الكتاب وكان مكفوف البصر ولكن الله أضاء له البصيرة فكان يعرفنا ونحن نمسك بيده من غير أن نتكلم يسرع أحدنا ويمسك بيده ويسأله واحد منا من الذي يأخذ بيدك يا شيخ عبدالمؤمن؟ فيتحسس يد الصغير منا وينطق الأسم دون أن يخطئ
ولم يقف الأمر عند هذا الحد
فلما كبرنا وتخرجنا من الكلية وتعلمنا على الحاسب الألي يوما وهو جالس معي رحمة الله عليه يستمع للقرآن من الكمبيوتر أخرجت الأسطوانة من المشغل وأعطيتها له ليتحسسها كما كان يتحسس أيدينا وقلت له تصدق ياشيخ عبدالمؤمن هذه الأسطوانة الصغيرة الرقيقة مسجل عليها القرآن الكريم كاملا بصوت أكثر من مقرء وعليها أيضا نص مكتوب للقرآن ومعاني مفرداته وأسباب النزول وبرنامج للإعراب وانتظرت تعليق الرجل مكفوف العينين متفتح البصيرة بالقرآن الذي يحفظه ويحفظه فرد قائلا الأسطوانة دي من اللي عاملها قلت له صناعة البشر فرد قائلا وما بالك بحجم كتاب يسجل فيه رقيب وعتيد تتسلمه عند الحساب لتقرأ فيه وتجد فيه مسطر كل أعمالك تتخيل بقى يا مفتح حجمه هيكون بالنسبة لأسطوانة الليزر دي أد أيه
فتذكرت اللوح المحفوظ والجينات الوراثية والجينوم البشري ونون والقلم ورحت أردد سبحان الله الذي علم الإنسان مالم يعلم
حقا صدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور

هناك تعليق واحد: