الثلاثاء، ١٤ ديسمبر ٢٠٢١

الشيخ علي ندا البراني ومطبعة بولاق... مصير متشابه الى حد كبير

 وذكر فالين أن الشيخ على ندا كان يحلم بالعمل بالمطبعة وانه حلم بعيد المنال ولكن الله أراد للشيخ علي العمل بها استجابة الدعاء الشيخ

عندما تتشابه قصة مكان مع قصة حياة إنسان ترى عجائب القدر 

   إذا كانت الكتب سببا في خلود الذكر للمطبعة فقد كانت المخطوطات كذلك للشيخ علي ندا وكانت المعرفة بالأجانب الخبراء  فرنساي وإيطالي  سببا في النهوض لها ومعرفة فالين سببا لانعاش الحياة له  وما بين مد وانحسار صارتا متشابهان حياة الشيخ على ندا ومسيرة مطبعة بولاق الذي عشقها الشيخ

   أن لمطبعة بولاق والشيخ على ندا البراني  نفس الحيرة والضنك والصعود والهبوط فلقد ولدت  فتية عصر محمد علي كما ولد  وتشابه شبابهما شباب الشيخ  وشبابها


وهرمها هرمه  في انشودة عشق طبيعة عمل 
في العقد الأخير من النصف الأول من ق١٩ وما بعده كان موظفوا ومصححوا المطبعة يختارون من بين طلبة الازهر وعلماء العصر وصفافي الحروف من الطلبة وكان الشيخ شهاب ناظر المطبعة من أصحاب الشيخ علي ندا فعملا بها معا
في عام ١٨٤٤ كان يعمل بالمطبعة من المصححين اثنين عرب منهم باشا مصحح رئيس المصححين ومساعده وحين كان السيد محمد علي البقلي مصححا كان الشيخ عليندا  له أيضا  مساعدا كما يتبين من رسالته لفالين وان حال المطبعة صار للأفضل مع مجىء ناظر جديد  

 (راجع مقدمة  كتاب  السراج المنير في شرح حديث البشير التذير ..).في عام ١٨٤٩ عين على جودت ناظر المطبعة كما أورد اسماعيل سراج الدين في كتابه مطبعة بولاق  وكان علي ندا معه ايضا مصححا ( راجع نص رسالة الشيخ علي ندا والي السؤامي فالين  وما ذكر  له عن أحوال  المطبعة وناظرها الجديد )  طوال عهد عباس ومدة من عصر الخديو سعيد وعملت عام من ١٨٦١ إلى ١٨٦٢ عام سعيد  وأهديت إلى عبدالرحمن رشدي حتى ١٨٦٥  الذي اعادها كما كانت عصر محمد علي وجدد الاتها وتوقف طبع جريدة الوقائع واعيد طبعها ١٨٦٤ بمطبعة بولاق لصاحبها عبدالرحمن رشدي قبل ان تعود للدائرة السنية عهد الخديو اسماعيل ٧فبراير ١٨٦٥ فكانت غريبة في اهدائها وغريبة في عودتهل لحضن الحكومة امها بعد ان وقعت اسيرة في قبضة الدائرة السنية وان كان عصر اسماعيل العصر الذهبي لمطبعة بولاق  بنظار  حسن حسني من ١٨٦٥ الى١٨٧٣  واستردت الدولة المطبعة من دائرة أولاد الخديو  اسماعيل السنية    عام ١٨٨٠ م ١٢٩٧ هجري عهد وزار ة رياض وكان الشيخ علي ندا قد بلغ سن الستين عام ١٨٧٣ ولم يكن له نصيب أن يكون من بين موظفي الحكومة بالمطبعة الذين بدأ ضمهم عام ١٨٨٠ فكان عمله بالمطبعة فترة عدم استقرارها ونقل ملكيتها من الحكومة لعبدالرحمن رشدي للدائرة السنية باسم بن الخديوي إسماعيل فلم يكن الشيخ من بين موظفي الحكومة المعينين  بالمطبعة فلقد اقترب سنه عندما أصلح حالها من ال٦٧ عاما  وعرفت باسم مطبعة بولاق الاميرية وظهرت مطبعتين فاقتها الداخلية و الجهادية  وتدهورت مطبعة بولاق من ١٨٨١ إلى ١٨٩٦ كما تدهورت صحة الشيخ على ندا  الذي توفي على الارجع بعدها بعامين
====== مراجع المقالة
_رسالة الشيخ علي ندا لفالين المؤرخة ٢٥ شعبان ١٢٦٦ هجرية
_مقدمة كتاب السراج المنير في شرح الجامع الصغير لأحاديث البشير النذير
_اسماعيل سراج الدين :  مطبعة بولاق الناشر مكتبة بولاق ٢٠٠٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق