السبت، ١١ ديسمبر ٢٠٢١

الفصل الخامس من كتاب جليد الشمال ينصهر في بوتقةالشرق. مقال من كتاب الكتروني

سلسلةمقالات من كتاب عن المستشرق فالين وعلى ندا البراني
 برؤية كبير معلمين عبدالعظيم المسلم 
ينشر بمشيئة الله تعالى الكترونيا  ابتداء
على بلوجر مقالات بلا جريدة ورسائل بلا شهادات للمؤلف 
==========
الفصل الخامس : فالين ضيف مصر وعلي ندا البراني
مقدمة
لقاء  ثقافي حضاري  بين رحالة  أوربي  مغامر  وعالم أزهري
 
محاولة القاء الضوء  على أحداث سبع سنوات من حياتهما معا على أرض مصر بحاضرتها وريفها وصعيدها   من عام 1844 إلى عام 1849 - مع التركيز على عامي 1844 و1845 
أ ول الغيث على وعد تحفيق تاريخ  وتراجم رجال من أعلام  المنوفية  عصر نهضة مصر الحديثة 
   ننشر باذن الله مايصل لعلمنا ولتبقى أشياء واسرار وتفاصيل يفصح عنها بعد في كتب ومذكرات ورسائل ومنشورات أخرى عن فالين  فمن هو؟
مستشرق قادم من الغرب  منتصف ق19 الميلادي ممثلا لجامعة هلسنكي بدوقية فنلندا الروسية لدراسة اللغة العربية استعدادا لاستكشاف شبه جزيرة العرب يتحول للاسلام
والشيخ  المصري المصنف علي ندا البراني المنوفي  الازهر ي النحوي  من علماء ق١٣ هجري
لقاء يومي  لتعلم العربية وحياة مشتركة
   كان والين  في صحبة الشيخ علي ندا كل يوم تقريبا وفي كثير من الأحيان على مدار  24 ساعة  لو سئل  فالين لماذا كانت مصر وجهتك ابتداء من بين ولايات العرب  لتعلم العربية قبل محاولتك استكشاف الجزيرة العربية والنفاذ منها كأول أوربي معاصر؟   ستكون الاجابة  مما ترك من كتابات (ان مصر بحضارتها أم الدنيا عشقتها من حديث استاذي بجامعة بطرس برج بروسيا عنها وبدون الدراسة بها لم أكن لاتقن العربية) وبتتبع مسار رحلته ستجد الاتي:

البديهي كما ان اسكندرية بوابة الدخول لمصر القاهرة  ثم بقية ربوعها تكون مصر بوابة الشرق بل هي بواة  بوابة العالم وليست مدخل أرض العرب فحسب أنا القادم من تركو جزائر ألاند الفلندية أرضا السويدية لغة الدوقية الروسية منتصف ق19  ولدت 1811  ولفبت بالمستعرب النبيل 
فالين الفنلندي ما أكثر ألقابي لكثرة ترحالي ووعورة وخطورة طريقي وتعدد لغاتي سويدي وفنلندي وروسي والماني وفرنسي وانجليزي ولاتيني وتركي وعربي وعبري وفارسي سميت  ( جورج أوجست فالين أو جوري أو يوري أوغست فالين أو والين اسرايئل والين أو ولن أو والي أو عبد الوالي أو عبد الموالى او المسلم السؤامي الروسي القوقازي أو الهندي أو الطبيب أو الرحالة او....الانسان) 
شكر يا حاج سيد علي يا صانع ماء الورد و خادمي وصديقي  بأن عرفتني ببحر اللغة ومن قصد البحر استقل السواقي شيخي المصري علي ندا البراني فوجدت فيه استاذي وبغيتي صديقي الذي سيعلمني ويرافقني لزيارة  البرانية بوابة ريف مصر وركوب النيل بوابة صعيد مصر  والذي تنقلت على صفحته  من اسكندرية للقاهرة لطنطا للبرانية للفيوم للنوبة و... شكرا  شيخي علي لردك غيبتي وتييسرك لرحلة حجي لبيت الله ورحلاتي لشبه الجزيرة العربية والشام والعراق وفارس ولو بأموال جامعتي هلسنكي الفنلندية فقد أمددتنا شيخي  أمددتنا بالكتب والمخطوطات التي تفخر بها مكتبات جامعتي أويتني في دارك وحافظت في بلدتك برانية وجوارك على أغلي ما اترك في دنيتي الفانية ذريتي  وحفظت لك عندنا محطوطاتك ... 
 نعتني ب والي السؤامي (الروسي الفنلندي )اونعتني  أهل البرانية بالمسليم وجدت فيك بغيتي كمعلم و كصديق عوضتني عن شيخي محمد عياد الطنطاوي اول معلم عربي بروسيا..... شيخي لاتنساني في صالح دعائك فمعك أسلمت لله رب العالمين  وان لم يعترف بها قومي وصلى الله على  سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم  وعليها كان مماتي
 فالين الفنلندي في القاهرة ومنها للبرانية وطنطا 
وصلت بحمد الله للقاهرة 28 يناير 1884 العام واستأجرت منزلا بالازبكية بالقرب من القنصلية في منطقة مأهولة بشكل رئيسي من قبل المسيحيين. أوصاني خادمي سيد علي بـأن تكون معلمي اسمح لي أن اناديك بشيخي منذ أن التقيت بك لأول مرة واتفقان أن تأتي لمنزلي كل يوم لتعلمني ألفية بن مالك ولو أنك تراها صعبة علي وقد كانت البداية في 27 أبريل 1844  وان غبت لعذر لمرض أحد أفرادأسرتك فلك ذلك حتى 18 مايو 1844 كل يوم كنت تأتي لتعلمني واستمرينا حتى ابريل 1845  اشتاق لزيارة مسقط رأسك شيخي في الخامس من (يوليو) 1844 ، قبل أن ننتقل الي بلدك البرانية كنت قد ابلغتني  أنك متزوج وتقيم معك حماتك وابنتك وزوجتك التي ما رأيت وجهها قط أخبرتني بأنك لك بالبرانية زوجتين أحداهن بنت أغنى أغنياء القرية والتي أخبرتني أنك طلقتها كانت أول زيارة معك للبرانية عبر النيل من بولاق لميناء منيل العروس رأس الدهبية حيث غرقت دهبية الباشا محمد علي قبالة الرهاوي غربا ومنيل العروس عند القهوة التي ركبنا من عندها الحمير للبرانية عبر حقول القطن والبطيخ لنصل البرانية الاربعاء وننزل بدار شيخي المتواضعهة كبقية منازل القرية والتي بغالبية منازازلها قاعة أو قاعتين قبو  بفرن وبحراية وبرزانة وبصحنها مصطبة صيف واسعة ودعينا للكوادي لافتتاح مسجدها المجدد ولأصلي أول جمعة به وكنت شيخي خطيب الجمعة بمسجدها الجديد كما كنت  عندي من قبل  احترمت فيك دعوتك الغير مباشرة لي للاسلام عكس من كانوا يحاولوا اجباري وعكس اسلوب الشعراوي الذي دعاني من دكانه لحضور ختمة بمنزلة بباب الشعرية أتذكر أول صلاة مغرب من باب الحرج  لي معك في بيت الشيخ مصطفى صديقك الكريم بالقاهرة 
ذهبت لسوق الاربعاء مع ابن أخيك أحمد داويت قدر استطاعتي مرضى البرانية وزورت بيوت كبارها من الخليلة والشيخ علي والأرنطة و...زرت الكوادي ورشح لي أمام مسجد الكوادي الذي عزمني على عنب من التكعيبة وخيار من الحقل وسبحنا معا في النيل بعد الجمعة وتقرب مني ورشح لي واحدة من ابنتي عمته الفاضلة أرملة المرحوم عمدة  البرانية التركي لتكون لي زوجة و وكلمني  وغيره من أهل القرية الطيبين أن استقر معكم بالبرانية ولكن أنا لي وطريقي ومشواري الذي أتيت من أجله طويل وكان ذلك بعد عودتي متعبا من سوق الاربعاء حيث استدعيت لعلاجي عيون بنتين بالبرانية من أصول أوربية أرناؤطية البانية  وان كان كل شيء نصيب أكلنا معا في بيوت الكرم بالبرانية طيور الوز والارز المحمر والخضراوات وتنزهت في حقولها ببندقيتي كنت أصيد طيورها وحمامها وانت ترفض الاكل مما أصيد من حمام  وتنسمت بسواقيها وحضرت مجالس تقاضيها بدار الشيخ علي ندا واستمعت لشيخي وهو يحل مشاكلهم كقاضي و يجيبهم في أسئلة  الفقه والمواريث والطلاق واذهلني حالةالست التي طلقها زوجها للمرة الثالثة وموضوع العبد المحلل و... وأن عانيت كثرة أسئلتهم من أين  الراجل وبلدكم فيها مسلمين ولا  وبتصوموا ازاي والنهار عندكم طويل ومللت.... من ترابها وحشراتها ناموس وبراغيت وتراب وحر الصيف سبحت في فرع رشيد واكلت البطيخ والعنب من تكعيبة اليوسفية بالكوادي وزرت معك طنطا ومولد السيد البدوي ومررنا بجانب ترعة النجارعلي طليا وأشمون وعاينت مسجدها العمري و علواية سوقها ورأيت الاهرام من فوقها وسمادون وسط الحقول على ظهر الحمير وزرنا زرقان ونزلنا ضيوف ليلة عند صاحبك الشيخ ابراهيم الزرقاني الذي أكرم ضيافتنا وذهابنا لمولد شيخ العرب السيد وعودتنا بالنيل فالدمامل حالت بيني وبين العودة على ظهر الحمار عدنا للقاهرة عبر النيل محملين بالخيرات 
في منزل الشيخ علي بباب الشعرية
وأقمت بمنزل الشيخ علي ندا بباب الشعرية مستأجرا الدور الثاني من منزلة التي كانت تستأجره قبلي قريبتين للشيخ علي واخلاهما وأسكنني وعند مغادرتهن لسكن أخر دعا علي الشيخ علي وداره بان تشب فيها النيران وتنهار لكوم تراب وهو ما لم يحدث واقمت معه حتى 22 يناير 1845 وعدت فترة لمنزلي الاول بالازبكية  ثم رجعت للاقامة مع شيخي وكنا نصلي العيد معا ونصوم رمضان فكان ونعم الاخ والصديق والشيخ المعلم حضرت الموالد وشاهدت ذهاب وعودة الحجاج وحضرت الحضرات ومولد الحسين وزرت الاهرامات وتمثال رأس فرعون  أبوالهول وصعدت متسلقا الاهرامات ودخلت الهرم الاكبر وزرت أحياء القاهرة وريف شبرا والمطرية بمسلتها وسط الحقول  ومقياس النيل وعاينت احتفال كسر السد المعروف بعيد النقطة ووفاء النيل وزرت مسجد السيدة زينب والامامين الليثي والشافعي وكثيرا ماتنزهت بحديقة الازبكية والمقطم  وقابلت الباشا محمد علي وتعرفت عللا كلوت بيك وكشفت على أسنان رفاعة الطهطاوي و....

رحلة للصعيد
 وصاحبت شيخي لرحلة طويلة عبر النيل لزيارة أثار ومعابد مصر القديمة . في الأول من أبريل 1845 ، غادرت القاهرة في أول رحلة استكشاف للصحراء زرت خلالها مكة - للحج عرفت بعدها عند أصدقائي المسلمين بالحاج والي وكانت عدت إلى القاهرة في 14 مايو 1846 وعشت في منزل الشيخ علي ندا حتى رحلتي الصحراوية الثانية التي كانت لفلسطين وبدأت يوم 7 ديسمبر 1847 ثم عدت. القاهرة في 14 يونيو 184731 ، وعاشت هناك ستة أشهر ، قبل مغادرتي متوجهاً إلي رحلتي الثالثة ، وكما كان عليه الحال ، آخر رحلة استكشافية في الصحراء. في 14 ديسمبر 184732. انتهت هذه الرحلة التي قادته إلى العراق وبلاد فارسي يونيو 1849 9 أغسطس 1849 غادرت القاهرة – والشرق زيارتي لمصر الدلتا والصعيد إلى جانب رحلاتي الاستكشافية في الصحراء ، قمت برحلتين طويلتين في مصر ، كلاهما في رفقة شيخي علي ندا الاول الى طنطا مرورا بالبرانية وقرى أخرى - 6 يوليو 1844 وانتهت في السادس من أغسطس عام 1844. كانت الرحلة الثانية إلى مصر العليا حيث كانت بصحبة وشيخي علي و اثنين من الأوروبيين - الألماني د. شليد إيرهاوس و النمساوي ستلر وأسعدني شيخي بالمجئ معنا يعلمني ويؤلف ويطع على تراث أجداده بالرغم من شعوره بالحرج ل صحبة غير المسلمين.على قارب من 31 اكتوبر 1844 الى يناير 1845 شيخي علي صاحب كتاب اسنى المطالب في هداية الطالب كان في عمري تقريبا وكانت بيننا ونحن في بعد مكاني عن بعض رساىل وأعمال وأسرار ومعاملات . ولدنا عام 1811 ؛ أخبرني شيخي عن دراسته في الكتاب وبالجامع الازهر وأنه كان ناقما على جمود الدراسة بالازهر وكان ينتقد طريقة الحفظ لما ليس منه بد من شروح على الشروح ويعدها تفاهات وصارح فالين في تطلعاته للعمل بعيدا عن التدريس في الازهر والجلوس في رواق لما اصاب الازهر من انصراف الباشا محمد علي عنه فأضحت دراستهم ومعظم حكمتهم هي مجرد مراوغات وكان حال شيوخه كحال الشيخ علي ندا من الفقر وقلة الدخل مادفع الشيخ العروسي لمحاولات اصلاح الازهر وكان ميل الشيخ العطار أكثر تحررا ولما كان التحول التعليمي للبعثات والمدارس عمل الشيخ بالتدريس في البيوت للطلبة المصريين والاجانب وحلم بالعمل في خدمة الباشا وكانت معناها العمل بدواوين الحكومة حتى كان العمل مصححا ومبيضا ومراجع بمطبعة بولاق ويقول فالين : "أخبرني الكثير عن أيام دراسته في الأزهر. هذا بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى منزل وعائلة علي ندا ذكر فالين أنه زار البرانية أكثر من مرة ذكر فالين أن الشيخ علي ندا أنه رجل وقور غير ثرثار ويتأثر بالضحك والشاي وتعجبه قصص الف ليلية وليلة وانه يميل للتصوف ويقدم خدمة في الموالد ويعتقد في كرامات الاولياء كان يعاني من الام بالعظام و يخشى قطاع الطرق واللصوص ولد علي ندا ببلدة برانية أشمون وكان يعيش فيها قبل انتقاله للقاهرة وكان السفر اليه على ظهر الحمير وعلي مراكب النيل فرع رشيد فهي تبعد عن القاهرة حوالي 30 كم و لديه بها منزله الخاص وزوجته الثانية ، وكذلك الثالثة التي طلقها مؤخرا ومنزله بها مثل بقية منازل الريف مبني بالأجر والطين به حجرات قبابية اسمها قيعان الافران الرزانة للشتاء وجزء غير مسقوف يسمى مسطبة للصيف وحضير ودور ثاني يسمى مقاعد في الصيف كانت كذلك حار لا يطاق ، مليء الناموس والحشرات الأخرى. لا يزال ، حتى الآن يتم استخدامها فقط كغرف لتخزين المؤن والقش وأشياء من هذا القبيل. والمصطبة عبارة عن شرفة صغيرة مرتفعة قامة عن الارض لها مظللة بسقف من الحطب أو البوص وكان للشيخ علي بالقرية أقارب أخرون زوجته الثالثة كانت ابنة "أغنى رجل في برانية" لكنه طلقها. كان من بين الأقارب في البرانية صهر اسمه الشيخ والإمام محمد- ، الذي درس ابنه في الأزهر وله وأقارب أخرين من منوف. منزل علي ندا بالقاهرة يعيش في الغالب مع زوجته القاهرية ، ويقول والين إن "زوجته ، كغالبية نساء الطبقة الوسطى هنا ، ليست أكثر من مجرد خادمة في منزله بباب الشعرية بجوار مسجد الغمري وكان منزله بالقاهرة قيما ورائعا يسع دستة من الضيوف في نفس الوقت كان يستأجر فالين به الدور الثاني وأنه لم يرى وجها قط وذكر أطفال الشيخ علي كانت له ابنه وولد اسمه السيد توفى ورزق بأطفال أخرين وذات مرة قبل أن ينتقل للعيش معه لم يتمكن من زيارته لأن "فتاة من عائلته كانت مريضة" وله صهر بالبرانية  اسمه  خليل كان يبلغ من العمر 70 عاما وكان يمكن أن يخبرنا عن زمن الحملة الفرنسية وجرق نابليون للقطا  واخذ رهائن من شيوخها وهجرة بعضهم للبراتية  ....... وللفصل بقية وللكتاب استكمال بإذن الله المعين بن المسلم






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق