الخميس، ٢٢ يناير ٢٠٠٩

واأبتاه

لما تبكي يا أمي؟ لما يا أمي هذا السواد ؟ طالت يا أمي فترة الحداد أين أبي لما تكذبون على وتقولون أنه مسافر ما هذا السفر الذي ماذهب إليه أحد وعاد أمي إلى أين ذهبوا بأبي يوم أن حملوه وساروا وملابس النساء سواد يومها حملت أصرخ وأضرب برجلي حتى نمت وما طاب لي رقاد وفزعت من نومي مناديا أبي أبي خذني معك يا أبي أو عد وما عاد لما تتركنني وأمي وأختي لقد كنا نخرج معا ونطوف شوارع البلاد إلى أين تركتنا وذهبت وردت أمي باكية أبيك مات وأنت الامتداد
أبي
قبرك الضيق المظلم يا أبي أرحب وأوسع من هذه الدنيا الراقدون بجوارك يا أبي أكثر وداعة من هؤلاء الجيران الأوغاد إنا جيرانك في الحقل يا أبي سوف ينقلون حد الأرض الزراعية علينا قبل أن ننهي عليك الحداد سوف يرون حقولهم قبلنا سوف يحرثون أرضهم ويبذرون ويفوتنا الري وننتظر الماء إن عاد ويتأخر زرعنا يا أبي بعد أن كان يثمر قبل زرع الجميع وقبل الميعاد لقد كنت يأبي تروي لجيراننا الأيتام نهارا وتروي زرعنا في الليل الحالك السواد أبي قد كنت تدفع من راتبك الشهري جزء معلوم ليتيم ذي مقربة وتمسح على رأس من مات أبوه من الولاد أبي أمثالك قليلون فماذا نحن فاعلون من بعدك وقد كنت لن مصدر الأمن ومجلب الزاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق